بورتريه
نوال السعداوي
من ينظرإلى بورتريه نوال السعداوي سيرى لأول وهلة ملامح سيدة مصرية مثقفة ومناضلة خصوصا في ميدان القضايا النسائية .
ولدت بقرية كفر( طاحلة ) قرب الدلتا التابعة لمنطقة الأراضي المصرية المنخفضة سنة 1931 . إشتغل والدها موظفا في وزارة التربية والتعليم وأمها تنحدر من وسط بورجوازي ميسور. لقد اهتمت العائلة السعداوية بتدريس كل الأبناء والبنات على السواء عكس ما كان سائدا في المجتمع المصري في تلك المرحلة من بداية القرن العشرين ، وهكذا تمكنت نوال بعد دراستها الإبتدائية والثانوية من الإلتحاق بالكلية سنة 1949 .
في 1955 ستحصل نوال على دبلوم في الطب بجامعة القاهرة ثم سترحل إلى جامعة كولومبيا بنيويورك لمتابعة دراستها في شعبة الطب العام سنة 1966 .
عرفت نوال السعداوي في حياتها الإجتماعية فشلين في الزواج ... الأول كان مع أحمد حلمي الطبيب والمناضل المشهور ضد الإستعمار البريطاني ثم في تجربة ثانية من أحد الأثرياء المصريين وقد يكون سبب طلاقها هذه المرة أن زوجها الثاني قد منعها من الكتابة وفي سنة 1964 تزوجت للمرة الثالثة من شريف حتاتة الطبيب والروائي الذي قام بترجمة العديد من المؤلفات الأنجليزية إلى اللغة العربية ولقد أنجبا بنتا وولدا .اعتقلت نوال السعداوي سنة 1981 بسبب مواقفها المعارضة للحزب الحاكم بمصرإبان حكم الرئيس الراحل أنوارالسادات، وبعد إطلاق سراحها سنة 1982 قامت بتأسيس ( المنظمة العربية للتضامن النسائي ) التي ستتعرض للمنع في 1991 .
بعد حصولها على ديبلوم في الطب العام اشتغلت بالتدريس في الجامعة وبعد ذلك قضت سنتين بالمركز الصحي القروي بقرية( طاحلة ).
بين سنوات 1958 و1972 اشتغلت مديرة عامة للتربية بوزارة الصحة العمومية وفي نفس الوقت مسؤولة عن مجلة ( هيلت ) ( Health ) وسكرتيرة عامة مساعدة للجمعية المصرية للطب ، وفي 1972 تمت إقالتها من منصبها في وزارة الصحة بسبب إصدارها كتاب ( المرأة والجنس) الذي اهتمت موضوعته الأساسية بالعديد من القضايا المسكوت عنها في علاقة المرأة بالجنس والدين وأيضا ظاهرة ختان البنات في بعض المحافظات النائية في الصعيد المصري . وتجدر الإشارة إلى أن الكاتبة نوال السعداوي هي أيضا تعرضت لعملية ختان قسري في طفولتها وذلك بطلب من والدتها التي كانت متبعة بثقافة تقليدية .
تمت إذن مصادرة مجلة ( هيلت ) وجميع الإصدارات السعداوية وقد ذكرت نوال كل هذه الناوشات بينها وبين السلطة في مصر في كتابها ( ذاكرات سجن إمرأة ) حيث قالت (( الكل في مصر بين يدي الدولة وتحت مراقبتها المباشرة وغيرالمباشرة ) ) شرعت نوال السعداوي في نشر دراساتها مثل ( المرأة والصراع النفسي ) سنة 1976 الذي يتناول الصراع الداخلي النفسي للمرأة وكتاب ( الوجه الخفي لحواء ) سنة 1977 الذي صدر ببيروت وكتاب ( ذاكرات سجن النساء ) الذي صدر بلندن عن طريق مؤسسة الصحافة النسائية . بعد روايتها ( سقوط الإمام ) سنة 1987 التي صدرت بالقاهرة تلقت نوال السعداوي العديد من رسائل التهديد من بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة وفي سنة 1993 أقيمت لها محاكمة صورية ، غيابية من طرف الجماعة الإسلامية التي اتهمتها بالردة وقضت بهدر دمها .
انخرطت بين سنوات 1973 و1978 في المعهد العالي للعلوم والآداب واستمرت في أبحاثها العلمية بكلية الطب ( بعين شمس) بالقاهرة كما اشتغلت مديرة ممثلة لهيأة الأمم المتحدة في المركز الإفريقي للبحث والتكوين للمرأة الإثيوبية بين سنوات 1978 و1980 كما شغلت أيضا منصب مستشارة للجنة الإقتصادية التابعة لهيأة الأمم المتحدة في إفريقيا الغربية .
لعل أهم حدث وقع في حياة نوال السعداوي هو اعتقالها من طرف السلطات المصرية على عهد الرئيس الراحل أنوارالسادات لاعتراضها على قانون الحزب الوحيد ، وبعد اغتيال الرئيس على يد الجماعة الإسلامية وصعود خلفه حسني مبارك إلى سدة الحكم تم إطلاق سراحها واستقبالها من طرف الرئيس قبل عودتها إلى أسرتها .
بعد صدور إسمها ضمن قائمة الرؤوس المطلوبة من طرف الجماعات المتطرفة ، إضطرت إلى الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث اشتغلت كأستاذة بجامعة واشنطن وفي سنة 1996 عادت إلى وطنها مصر .
حازت نوال السعداوي على عدة جوائز تقديرية لمسارها النضالي الطويل وهكذا نالت جائزة المجلس الأعلى للثقافة في 1979 والجائزة الأدبية للصداقة الفونكوعربية سنة 1982 وجائزة ( كوبران ) سنة 1988 .
من أعمالها
1958 : ذاكرة امرأة طبيبة ( سيرة ذاتية )
1972 : ليس لها مكان في الجنة
1975 : امرأة من الدرجة الصفر
فردوس صوت من جحيم ( ترجمتها للفرنسية كل من آسيا جبار وآسيا الطرابلسي )
|