أدونـيس
إسمه الحقيقي علي أحمد سعيد ، من أصل لبناني ، إزداد بسوريا بمدينة أنطاكيا في الفاتح من يناير1930.
منذ خمسة عقود إختار أن يوقع كتاباته وأشعاره باسم مستعار هو( أدونيس ) ( ADONIS ) وأدونيس في الأسطورتين الإغريقية والرومانية رمز للخصب والتجدد وكان أدونيس الأسطوري هذا شابا وسيما ذا جمال فاتن ، عشقته كل من ( أفروديت ) إلاهة الحب و( بيرسفون) ملكة الجحيم .. وعلى إثرصراع بين العاشقتين وبدافع الغيرة أيضا من شاب آخر يدعى ( أريس) إلاه الحرب الذي كان متيما في حب ( بيرسفون) إنتقم هذا الأخيرمن أدونيس وذلك بتسخيرأحد الخنازيرالذي هاجم أدونيس وجرحه فتحولت قطرة دمه إلى نبتة من شقائق النعمان ...
لقد عمدنا من خلال هذا الموجزمن أسطورة أدونيس إلى وضع أدونيس الشاعرالعربي في إطاره الرمزي وفي بعده الأسطوري كخلفية رمزية ودلالية من أجل مقاربة سيرة حياته الشخصية كواحد من أهم الأدباء العرب الحداثيين في القرن العشرين .
منذ نعومة أظافره إشتغل الطفل على أحمد سعيد بالفلاحة واهتم كذالك بحفظ الشعر بإيعازمن والده .
في سن الثانية عشرة سينضم إلى جماعة من الشعراء في محفل نظم من أجل مدح الرئيس السوري شكري القوتلي الذي كان قد التقاه أحمد سعيد ( أدونيس) من قبل سنة 1947 . غيرأن جماعة الشعراء والأدباء الحاضرون أقصت الطفل أحمد سعيد من ذلك المحفل لكنه حضوره أثار إنتباه الرئيس السوري وأمر بالإستماع إليه .
ألقى أدونيس نصا نثريا بالمناسبة في مدح الرئيس السوري واستطاع أن يستقطب اهتمام الحضور والتنويه ببلاغته الأدبية ما جعل الرئيس يكافؤه بمنحة دراسية .
ولج أحمد سعيد الثانوية الفرنسية ب ( طارطوس) سنة 1942 ثم انتقل إلى أنطاكية حيث حصل على شهادة الباكلوريا سنة 1949 .
شكل هذا الموعد التاريخي منعطفا حاسما في شخصية علي أحمد سعيد الأدبية والثقافية إذ في هذه السنة
بالضبط سيختارإسمه الأسطوري المستعار( أدونيس) وسيوقع به لأول مرة إحدى قصائده وفي سنة 1954 سيحصل على الليسانس في الفلسفة بجامعة دمشق .
في سنة 1955 سيعتقل بسبب انتمائه للحزب الوطني السوري وهوالحزب الذي انخرط فيه العديد من السوريين المعارضين المقيمين خارج سوريا في مختلف دول الشرق الأوسط .
بعد إطلاق سراحه سيرحل إلى بيروت وسيؤسس بمعية الشاعر يوسف الخال مجلة ( شعر) التي راهنت منذ
أعدادها الأولى على استراتيجية إعادة الإعتبارللثراث العربي من جهة وتحرير القصيدة العربية من قيود البنية الإيقاعية التقليدية من جهة ثانية والطموح والإرتقاء بها إلى العالمية .
بعد سنوات إستطاع أدونيس أن يتحلل من نزوعه الوطني وينخرط في تيار( عربي) أوسع وأشمل ظهرإبان بزوغ حزب البعث السوري .
حصل أدونيس على الجنسية اللبنانية سنة 1962 وطلق الهموم السياسية ليتفرغ أساسا للهموم الثقافية والأدبية والشعرية بالخصوص وهكذا أسس في سنة 1968 مجلة ( مواقف) التي كانت منبرا للفكر الحرومختبرا رائدا لتحديث القصيدة العربية.
بعد مشروع مجلة ( مواقف) التي تعرضت للمنع بالكثير من الدول العربية قام أدونيس بترجمة أعمال بعض
الأدباء الفرنسيين مثل ( شارل بودلير) و( هنري ميشو) و ( سان جون بيرس) كما ترجم إلى اللغة الفرنسية ( أبو العلاء المعري ) .
وبعد الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت أواخر السبعينات رحل علي أحمد سعيد ( أدونيس) عن لبنان سنة 1980 واستقر بباريس سنة 1985واشتغل ممثلا للجامعة العربية بمنظمة ( اليونيسكو) .
يعتبر أدونيس من أهم الشعراء العرب في العصر الحديث بما حمله من مشروع فكري ريادي يروم استغوار مكامن التراث العربي من أجل تحديث بنى القصيدة العربية ويمكن أن نقربأن قدرا كبيرا من هذه الإستراتيجية الفكرية قد تحقق على مستوى القصيدة العربية أسهم فيه أيضا إلى جانب أدونيس شعراء آخرون مثل
نازك الملائكة ونزار قباني وبدر شاكر السياب والبياتي وعبد المعطي حجازي ...
من أعماله :
1957 : أشعار أولى
1958 : أوراق في الريح
1961 : أناشيد مهيارالدمشقي
1964 : ديوان الشعر العربي
1968 : المسرح والمرايا
1972 : زمن الشعر
1975 : الثابت والمتحول
1975 : مفرد بصيغة الجمع
1983 : إسماعيل
1985 : كتاب الحصار
1990 : زمن المدن
|