بورتريه
جون ماكسويل كوتزيي
ولد الكاتب الجنوب إفريقي ذي الأصل الأنجليزي بال( كاب ) ( Cap ) سنة 1940 . من عائلة تنحدر من أصول قدماء المستعمرين.
تابع دراساته العليا بأنجلترا حيث حصل على تكوين جد متقدم في علوم اللسانيات والإعلاميات ، واشتغل كمهندس برامج كومبيوتر في شركة ( IBM ) ثم رحل إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتابع هنالك دراساته الجامعية في شعبة الآداب الأنجليزية بجامعة ( تيكساس) .
في 1966 حصل على دكتوراه في موضوع ( المتخيل الأنجليزي عند سامويل بيكيت ) ثم بعد ذلك اشتغل بجامعة( بوفالو) ومع مطلع الستينات سيرغم جون ماكسويل كوتزيي على الرحيل من أمريكا بسبب أنخراطه في تظاهرة احتجاج ضد الغزوالأمريكي للفيتنام .
عاد إلى جنوب إفريقيا رغم الصعوبات والتوتر وغموض مستقبل هذا الجزء الإفريقي الذي كان يرزح وقتئذ تحت الحكم العنصري ( الأبارتايد) ، وسيشتغل أستاذا لشعبة الآداب بجامعة ال( كاب) .
رفض كوتزيي أن يبقى سجين الإتجاه الواقعي مثل العديد من الروائيين الجنوب إفريقيين حول صراع (الأبارتايد) ، لذا فقد حدد لنفسه بورتريها خاصا ككاتب ذي أصول أنجليزية يعيش في دولة إفريقيا الجنوبية ... لقد وسمت كتاباته بكونها كانت خارج التاريخ وخارج كل تفكير دياليكتيكي . كل رواية لديه تحدد ملمحها الخاص الذي تنتقيه بدقة وتغيب عنه الإنشغالات اليومية الواقعية المؤلمة أو أي إثارة للكوابيس حيث كل شخصية أساسية ندية في المتن تكشف عن سبل وكيفية بقائها في عالم انهارت فيه كل معاني الكلمات أي كل إمكانيات الحواربين دخلاء محتلين وشعب زنجي فقد أرضه ... إن النظام العنيف ( الأبارتايد ) قد أقصى كل طرف في الصراع وسجنه في حوار الصم ، حوار مونولوجي وأيضا في دوامة انتظارات كانت بلا هدف .
إن المتلقي لروايات كوتزيي يشعر بهذا القلق واليأس الذي يسكنه في تماهيه مع الشخصيات المتلبسة بقائمة من التهم والأجساد المعذبة والركض نحوالقتل والمقابر.
في جانب آخر يتميز السرد الروائي عند كوتزيي بمنحه لدينامية ومعنى لشخصياته غير القادرة على رد الفعل ، إنه يمنحها غنى جمالي بواسطة السرد حتى في مواقفها المونولوجية .
كوتزيي روائي يتميز أيضا بسخريته المبطنة وقدرته على القبض بخيوط الأسلوب الغامض والرموز وتتميز رواياته بكونها لانثير الأسئلة الملحة الأساسية بطريقة مباشرة حول مسألة ( الأبارتايد ) بل تطرحها بطريقة مشفرة ملتفة يشبهها كوتزيي بالكوابيس المجمدة ...
إنه أيضا يجعل من رواياته مجالا للتفكير في مسألة اللغة والمتخيل ومهما كان الأمر فقد تمكن من إغناء وإثراء الرواية المعاصرة في جنوب إفريقيا بإعطائه قراءة جديدة لما بعد الكونوليالية وما بعد الحداثة في العالم .
بالإضافة إلى رواياته التي ترجمت إلى خمسة وعشرين لغة يعتبر جون ماكسويل كوتزيي الكاتب الوحيد الذي توج مرتين بجائزة ( بوكر برايز) ( Booker Prise ) .
من أعماله :
1976 : في عمق هذا الوطن
1980 : في انتظار البرابرة
1983 : ماكسويل ، حياته وزمنه
1986 : فو ( Foe )
1990 : عصر الحديد
1994 : أستاذ بتيرسبورغ
1999 : حياة شاب
2000 : إذلال
2002 : نحو عصر الإنسان
|