بورتريه
إدريس الشرايبي
إدريس الشرايبي كاتب مغربي فرنكفوني ، إزداد بمدينة الجديدة على الساحل الأطلنتي يوم 15 نونبر 1926 ومثل القليل من الأنتليجينسيا المغربية في الفترة الكولونيالية سيهاجر إلى فرنسا قصد استكمال دراسته في مجال ( الكيمياء ) غير أن الرياح سارت بما لاتشتهيه سفينته فانعطفت به على مسارات الإبداع الأدبي وميدان الصحافة وهناك سينتج لراديو ( فرانسا الثقافية ) France culture العديد من البرامج الإذاعية وهناك أيضا سيتعرف إلى العديد من الأدباء ثم سيقوم بتدريس مادة ( الآداب المغاربي ) بجامعة ( لافال ـ كيبيك ) وسينهي ترحاله أخيرا بالتفرغ للإنتاج الروائي والأدبي .
انطلقت شهرة الكاتب إدريس الشرايبي بعملين روائيين هما ( الماضي البسيط ) ( Le passé simple )
1954 ورواية ( التيوس ) ( Les boucs ) سنة 1955 ولقد أثار هذا العملان الروائيين جدلا واسعا بالمغرب المستعمر( بفتح الميم ) حيث تتحدث الرواية الأولى ( الماضي البسيط ) عن تمرد شاب مغربي بورجوازي على كل أشكال السلط الرمزية والمادية التي يجسدها الأب ( الفقيه ) ويندد هذا الشاب كذلك بالتناقضات الصارخة بين تعاليم القرآن الكريم السمحة والنفاق الإجتماعي داخل الأوساط المسلمة .
أما روايته الثانية ( تيوس ) فادريس الشرايبي ينتقد من خلالها نوع العلاقة بين الدولة الفرنسية والمهاجرين المغاربيين على الخصوص الذين يتم استنزافهم في أبشع صورالإستغلال الإنساني وتعتبر هذه الرواية أول عمل روائي يثير بطريقة دقيقة وصادمة مستقبل المستعمرات الفرنسية في شمال إفريقيا .
بعد ( الماضي البسيط ) و ( التيوس) ظهرت روايتين أخريين أبرزهما رواية ( الجمهور ) ( La foule ) التي ينتقد من خلالها بشكل رمزي وغامض سياسة الجنيرال الفرنسي ( دوغول) .
مع وفاة والده الحاج الفاطمي الشرايبي سنة 1957 ستطوى صفحة أخرى من حياة الكاتب إدريس الشرايبي في ( منفاه ) بفرنسا وسيتخطى مرحلة التمرد على كل أشكال السلط الأبوية والإستعمارية وسيدشن هذه
الإنعطافة الجديدة برواية موسومة ب ( الإرث المفتوح ) ( Succession ouverte ) وهي رواية بمثابة نسخة محايثة لروايته البكر ( الماضي البسيط ) وتتمايز بطرحها لسؤال أساسي لازم إدريس الشرايبي إلى آخر رمق في حياته ، هو: (( Aurons-nous un jour un autre avenir que notre passé ? )) (( هل سيكون لدينا يوما ما مستقبل آخر غير ماضينا ؟ )) إنه السؤال الذي فجره على مستوى العالم الإسلامي ...
ثم ستأتي بعد ذلك رواية ( Lacivilisation ma mère ) ( أمي الحضارة ) لتبحث عن الإجابة المقنعة لسؤاله الوجودي حيث الإبن يحاول أن يساعد أمه على الإنعتاق من أغلال المجتمع الأبيسي والإجهار بصوتها عاليا في وجه كل تجليات الكبت والحرمان ...
والرواية تلك تعتبر أول الأعمال الأدبية المغربية التي يثير فيها كاتب مغربي فرنكفوني قضية تحررالمرأة المغربية .
ألف أيضا الكاتب إدريس الشرايبي العديد من الروايات المشاغبة المتراوحة بين قضايا ذاتية محلية وعالمية بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط كان آخرها ( L’homme qui venait du passé ) ( الرجل القادم من الماضي ) وهي عبارة عن بحث يقوم به مفتش شرطة يدعى علي حول وفاة أسامة بن لادن بمدينة مراكش ويبدو أن إدريس الشرايبي حاول هذه المرة من خلال هذا العمل الروائي أن يطرح نفس السؤال القديم / الجديد وهو ( هل سيكون لدينا يوما ما مستقبل آخرغير ماضينا ؟ )
توفي إدريس الشرايبي عن سن يناهز الثمانين عاما في يوم الأحد فاتح أبريل من سنة 2007 وقد ووري جثمانه بمقبرة الشهداء بجوار والده في مدينة الدار البيضاء .
من أعماله
1954 : الماضي البسيط
1955 : التيوس
1958 : من كل الآفاق
1961 : الحشد
1962 : إرث مفتوح
1967 : صديق آت لزيارتك
1972 : أمي الحضارة
1998 : قرأت ، رأيت ، سمعت
صدرت كل هذه الأعمال عن أهم دور النشر الفرنسية ( Gallimard – Seuil – Denoel )
|