بورتريه
نزارقباني
لاشك أن أشهر الشعراء العرب المعاصرين في جل الأوساط المتعلمة والمثقفة في الوطن العربي من المحيط للخليج هو الشاعر نزارقباني . قد يعود السبب أساسا إلى أن العشرات من الأغاني لكبارالملحنين ( محمد عبدالوهاب ، أحمد الموجي ، الأخوان الرحباني ... ) كلها قد نهلت من دواوينه أروع قصائد العشق والحب ولعل رائعات ( قارئة الفنجان ورسالة من تحت الماء وأشهد ألا امرأة إلا أنت ... ) خيرمثال على ذلك .
إلا أن الكثير من الجماهيرالعربية من يجهل أن صاحب ( طفولة نهد) قد جرد أيضا غير مامرة سيفه على واجهتين في العديد من القصائد العربية القومية خصوصا بعد هزيمة حرب الستة أيام 1967 ضد تقاعس الأنظمة العربية و سياسة التواطؤات على مصير شعوبها وضد العدوالإسرائيلي...
ولد نزارقباني في واحد وعشرين من مارس سنة 1923 بالعاصمة السورية دمشق وتوفي بلندن يوم الثلاثين من أبريل سنة 1998 .
منذ السن السادسة عشرة بدأت محاولاته الشعرية الأولى حول موضوع الحب والمرأة.
في سنة 1945 نال شهادة الليسانس في القانون بجامعة دمشق ما مكنه من الإنخراط في سلك الوظيفة العمومية كملحق بوزارة الخارجية السورية كما شغل العديد من المناصب الديبلوماسية منها على الخصوص مستشارا ثقافيا في السفارة السورية بكل من القاهرة وأنقرا ومدريد وبكين وأخيرا ببيروت إلى حدود أستقالته وتفرغه لكتابة الشعر .
بعد نكسة 1967 سيؤسس بلندن دارالنشر( نزار قباني ) وسيصبح صوت القضية العربية بامتياز...
منذ بداياته الشعرية الأولى سنة 1944 راهن على تيمة المرأة فجاء أول العناوين ( قالت لي السمراء ) .
أصدر نزار قباني أكثر من ثلاثين ديوانا منها ( طفولة نهد ) 1948 ( سامبا) 1949 ( أنت لي) 1950 (قصائد متوحشة) 1970 (كتاب الحب) 1970 ( مئة رسالة حب ) ( أشعار خارج القانون ) 1972
(أحبك..أحبك والبقية تأتي ) 1978 ( في بيروت مع حبيبتي ) 1978 ( كل عام وأنت حبيبتي ) ( أشهد ألا امرأة إلا أنت) 1979 والكثير من الدواوين الأخرى التي فجرت كلها قضية المرأة على مستوايات عديدة ذاتية وموضوعية ، جنسية وسياسية واجتماعية إستطاعت جلها أن تضرم النيران في الجسد العربي المطوق بالكثير من الطابوهات بل تجاوزت في الكثير من القصائد الخطوط الحمراء وأسقطت أوراق التوت عن جسد المرأة...
إضافة إلى أشعاره الآبقة نشر نزار قباني العديد من المقالات والنصوص النثرية المفتوحة على صفحات جريدة الحياة اللندنية في مواضيع وشؤون مختلفة سياسية وثقافية وشعرية على الخصوص .
لقب نزار قباني ب(شاعر المرأة) و( شاعرالأمة ) أيضا بعد هزيمة 1967 إبان حرب الستة أيام بين العرب وإسرائيل ، كما أنه يبقى الشاعرالعربي الوحيد الذي لم يدخل بلاط أي رئيس عربي بل إن بعض قصائده تجاوزت في انتقاداتها للحكام العرب حدود اللياقة خصوصا ما تعلق بتأثير عائدات البترول على سلوكات المجتمع الشرقي .
ترجمت الكثير من أشعاره إلى اللغة الإسبانية من طرف ( بيدرو مانتريت ) عن المركز الثقافي الإسباني العربي سنة 1964 وإلى اللغة الأنجليزية من طرف عبدالله الأوزاري سنة 1986
تزوج نزار قباني مرتين ، وأنجب مع زوجته الأولى ولدا متوفى إسمه توفيق وبنتا إسمها هدباء ، وتزوج للمرة الثانية ببلقيس الراوي ، أستاذة عراقية كانت تشتغل في القسم الثقافي بالسفارة العراقية ببيروت ، تعرف إليها نزار قباني في إحدى الملتقيات الشعرية ببغداد وأثمرالزواج ولدا إسمه عمر وبنتا إسمها زينب .
توفيت بلقيس إثر هجوم على السفارة العراقية ببيروت نفذه كومندو تابع للنظام الإيراني سنة 1981 وقد نعاها نزار قباني في قصيدة مطولة وسمها ب ( بلقيس ) .
في فاتح ماي من سنة 1998 توفي نزار قباني عن سن يناهز الخامسة والسبعين عاما بلندن على إثر نوبة قلبية .
شكلت المرأة في تجربة نزار قباني الشعرية المتفردة مصدرإلهام أساسي وقد يعود أمر هذا الإلتزام الجنوني بها في ربما إلى حادث طفولي يتعلق بانتحار أخته .
من أعماله
قالت لي السمراء
طفولة نهد
سامبا
أنت لي
أشعار متوحشة
كتاب الحب
مئة رسالة حب
أحبك ..أحبك والبقية تأتي
الشعر قنديل أخضر
قضيتي مع الشعر( سيرة حياة شعرية )
|