بورتريه
ليوبولد سيدا سينغور
يعتبر الشاعرليوبولد سيدا سينغور من أشهر الكتاب الأفارقة في القرن الواحد والعشرين ولولا تقلده لمنصب رئيس دولة السينيغال لقرابة عشرين عاما لنال جائزة نوبل للآداب بكل تأكيد .
إزداد سينغور يوم تاسع أكتوبر سنة 1906 بمدينة ( جوال ) ( Joal ) على ساحل المحيط الأطلسي . وهوابن ثالث زوجة لأبيه الذي كان إقطاعيا كبيرا ، يقول سينغور عن طفولته : (( لقد عشت حياة سعيدة إلى حدود السن السابعة من عمري )) ...
في كنف هذه المملكة الصغيرة والسعيدة يكمن إذن سرإلهام الشاعر سينغور ويكمن سرتفتق رؤيته الإنسانية وقوة شخصيته السياسية في المستقبل .
في عامه الثامن سيلج المدرسة الإبتدائية بمدينة ( نغاسوبل ) ( Ngasobl ) ، هناك سيتعلم لهجة ( الوولف) ( Wolf ) وهي لهجة متداولة على ساحل السينيغال وغامبيا وموريتانيا وتعلم أيضا اللغة الفرنسية . لقد أبان سينغورعن مهارات وذكاء فائقين وتميز بنباهته بين أقرانه ما مكنه من الحصول على امتياز متابعة دراسته بالعاصمة ( دكار) ( Dakar ) بثانوية ( ليبيرمان ) حيث تلقى تكوينا متينا وعميقا أسهم كثيرا في تفتح وانبثاق بوادر رؤيته حول الأدب ( الزنوجي ) ما سمي ب( Negritude ) .
رحل سينغور إلى العاصمة باريس لاستكمال دراساته بأرقى الثانويات الفرنسية ( لويس الأكبر) ( Louis le grand ) وهنالك حصل على دبلوم الإدماج في مادة النحو( la grammire) سنة 1935 وبهذا أصبح أول طالب إفريقي بفرنسا يحصل على شهادة أستكمال التكوين .
في باريس سيسهم في تحرير مجلة ( رأي الدفاع الشرعي ) و ( الطالب الزنجي ) وهي أول مجلة أسسها مجموعة من المثقفين الزنوج الأفارقة من أجل إسماع صوتهم ومطالبهم السياسية إلى السلطات الفرنسية ...
في الثلاثينات سيشكل سينغور برفقة ( كونتران داماس ) و( محجيموت ديوب ) جماعة إفريقية وضعت سؤالا لهدفها الأساسي هو ( أي إنسان أنا ؟ ) ( Quel homme suis-je ) وقد تفجر جوابهم حاملا لصرخة أمل تجسدت في تيار ما عرف في أواسط القرن الماضي ب( الزنوجية ) ( Negritisme ) الذي انشغل أساسا بإعادة الإعتبار والكرامة للشخصية الإفريقية السوداء كما جاء في شعارها ( لنعش ولنعمل كزنوج ) ( Vivre et agir en negre ) كما كان هاجسها أيضا الإرتباط بالجذور والتقاليد والقيم النابعة من حضارة سوداء كثيرا ما استبخسها الطرف الآخر( الإنسان الأوروبي الأبيض ) .
أصر سينغور على أن الظاهرة الزنوجية يجب أن تكون ظاهرة ثورية أولا تكون . وأكد من جهة أخرى على أن الثقافة الإفريقية والهوية السوداء لابد لها من أن تمر عبر ثورة ضد المحتل الفرنسي وتكون في جانب آخر نضالا من أجل بناء عالم واحد تتآخى فيه كل الألوان البشرية وقد وجد هذا النداء السينغوري الزنوجي دعما ومساندة كبيرة من طرف الفيلسوف الفرنسي ( جون بول سارتر ) .
في سنة 1945 سينتخب سينغور نائبا عن التيار الإشتراكي السينيغالي في الجمعية الفرنسية وقد مكنته هذه التمثيلية السياسية من المشاركة في تحرير دستور الجمهورية الرابعة وبهذا شرعت أمامه أبواب العالم السياسي الذي دام زهاء خمسة وثلاثين سنة .
كان سينغور يطمح إلى تأسيس نظام اشتراكي ذي خصوصيات إفريقية وبسبب هذه الرؤية وهذا الطموح استقال عام 1948 من القطاع الفرنسي للشغل ( SFIO ) وأسس القطب الديموقراطي السنيغالي .
بعد نضال طويل ضد سلطات الإحتلال الفرنسي تمكنت أخيرا السينيغال من الحصول على إستقلالها بقيادة الشاعر سينغور سنة 1960 وفي شهر سبتمبر من نفس السنة سيصبح أول رئيس للدولة المستقلة ولقد أعيد إنتخابه في سنوات 63 – 68 – 73 – إلى حدود 1980 .
بعد حياة غنية بالعطاء السياسي والإبداع الشعري توفي سينغور في العشرين من شهر ديسمبر عام 2001 بمنطقة النورماندي الفرنسية وقد تم دفنه بمسقط رأسه بقرية ( جوال ) بالسينيغال .
من أعماله
1954 : أناشيد الظل
1949 : أناشيد ( ناييت )
1964 : الليالي
1964 : بين الزنوجية والإنسانية
1971 : الطريق إلى الإشتراكية
1975 : كلمات
1979 : حوار حول الشعر الفرنسي
1980 : شعر النضال
|