بورتريه
مارسيل بروست
( البحث عن الزمن الضائع ) A la rcherche du temps perdu)يبقى إلى الأبد هو بطاقة تعريف الروائي الفرنسي مارسيل بروست فقد شكل أهم أعماله السردية على الإطلاق في اهتمامات النقاد والدارسين.
مارسيل بروست هوابن أستاذ طبيب مشهور ، إزداد في العاشر من يوليوز سنة 1871 ب أتوي وهوينحدرمن عائلة ميسورة من جد يشتغل في قطاع الصرف البنكي .
لقد كان مارسيل بروست في طفولته يعاني من أزمات الربو ، كان كلما هل فصل الربيع تشتد نوبات الربو بصدره العليل إلى درجة الإختناق والموت .
تلقى تعليمه بليسيه ( كوندروسي ) حيث تعرف على جاك بيزي ابن مؤلف موسيقي مشهور وتعرف أيضا إلى لوسيان دودي إبن الروائي المعروف ألفونس دودي .
إنخرط مارسيل بروست في الخدمة العسكرية ملبيا نداء الوطن في مدينة أوريون في الفوج السادس والسبعون للمدرعات وعندما عاد إلى حياته المدنية تابع دراساته في المدرسة الحرة للعلوم السياسية ثم التحق بعد ذلك بجامعة السوربون .
في سنة 1894 سينشر إضمامته الأولى ( الرغبات والأيام ) ( Les plaisires et les jours ) وهي عبارة عن مجموعة من البورتريهات والقصص القصيرة التي أبانت عن ملكة متفردة وإبداع واعد .
لقد مرت كتاباته الأولى في صمت وتعرضت للكثير من الإنتقادات القاسية خصوصا من طرف جون لوران الناقد المعروف بشراسة نقده بل إن الأمر وصل به إلى درجة إشهار مسدسه في وجه بروست في إحدى الحدائق .
لم يخرج مارسيل بروست من هذا النفق النقدي إلا بعد إصدار الأجزاء الأولى من عمله الروائي الضخم ( البحث عن الزمن الضائع)
( A la recherche du temps perdu ) الذي مكنه من الإرتقاء والإنصهارأكثر في اأجواء البرجوازية والأرستوقراطية .
إستطاع إذن بروست في هذا الوضع الجديد أن يراكم المواد الأساسية لبناء عالمه الروائي فقد نجدهناك غوصا للوعي في ذاته وجمعا لكل ما عاشه بروست في الزمن دون تغيير وإعادة بنائه وبث الروح في ما يشكل البداية الحقيقية والدلالة العميقة . لقد كان يتنامى في توأدة وتروي من أجل الكثيرمن الفحص العميق والتشخيص المجهري كما لو أن بروست كان يهدف بالأساس إطلاق عمل روائي غير مسبوق ولانظير له ...
هناك أكثر من مئتي شخصية تعيش أقدارها ومصائرها على الورق على مدى أربعة أجيال أي من 1840
إلى 1918 .
أصدر بروست هذا العمل الروائي الضخم بين سنوات 1913 و1927 ففي 1913 صدرالجزء الأول تحت عنوان ( De coté de chez Swann) وفي 1919 صدرالجزء الثاني ( A l’ombre des jeunes filles en fleurs) الذي نال جائزة الغونكور.
هل بمقدورنا أن نقارن بين هذا العمل الضخم والكوميديا الإنسانية لبالزاك أو ب ( روجون ماركار ) لإميل زولا ؟ ربما من حيث الحجم لكن على مستوى خلق وتشريح الشخوص فالأمر يختلف جذريا لذى بروست كما أكد ذلك العديد من النقاد ومن بينهم الناقد الفرنسي ( جون فرانسوا روفيل ) المعروف بنزوعه ( البروستي )
Proustien) ) إذ قال : في ( البحث عن الزمن الضائع ) الشخوص أساسيون ومهمون جدا لأننا نشاهدهم دائما بدل أن يمروا بين الحين والآخر لأنهم مهمون ) .
في 1900 هجر بروست الكتابة الروائية وانهمك في مجال الترجمة خصوصا ترجمة كتابات الأنجليزي جون روسكان . لقد اكتشف بروست هذا الكاتب من خلال بعض النقاد مثل سيزيران في مؤلفه ( روسكان وعقيدة الجمال ) غير أن بروست لم يجرؤ على الشروع في ترجمة( روسكان ) لكون هذا الأخير رفض ذلك في حياته وطلب تأجيلها إلى ما بعد وفاته وفي 1900 وبعد وفاة روسكان شرع بروست في الترجمة بمساعدة والديه ..
ومنذ حصوله على جائزة الغونكورعن إصدارالجزء الثاني سنة 1919 في مجموعة ( البحث عن الزمن الضائع ) تفرغ بلا كلل لكتابة الأجزاء الخمسة الأخرى ( البحث عن الزمن الضائع ) إلى حدود 1922 حيث توفي في 18 نونبر من نفس السنة .
سيبقى ( البحث عن الزمن الضائع ) بحث وجودي وتأملي في الزمن الفيزيقي والنفسي بل وحول وجود الزمن نفسه وحول نسبيته وأخيرا حول عدم قدرتنا على القبض علية . إنه زمن زئبقي ، ينساب من دون أن يعي الكائن به ، بمعنى أنه يفقده . لايوجد الزمن لافي الحاضر ولا في المستقبل لكن في الماضي حيث الوعي يكون أقرب إلى الموت .
من أعماله
1896 : الرغبات والأيام
1904 : إنجيل أميان
البحث عن الزمن الضائع
1913 : من جانب سوان
الجزء الأول كامبري
الجزء الثاني حب سوان
الجزء الثالث إسم البلد
1919 : في ظل غواني الورد
1922 : من جانب جرمان
: سودوم وكوموالجزء الأول والثاني
1923 : السجينة
|