بورتريه
محمد شكري
ولد محمد شكري سنة 1935 بقبيلة ( بنوشيكر) وهي قرية أمازيغية من قرى جبال الريف شمال المغرب بالقرب من مدينة ( ناضور).
ترعرع في حضن عائلة فقيرة وأب عنيف ومستهتر.
في سن الحادية عشروبدافع بؤس الأسرة و تعنيف الأب والفقر سيهاجر الطفل محمد شكري وحيدا إلى مدينة ( (طنجة ) .. سيتيه ويتشرد في شوارعها الراقية وحاراتها وهوامشها المعروفة بانتشار الفقر والعنف والمخدرات.
حينما بلغ سن الواحد والعشرين واقتداءا بأحد رفاقه قرر أن يتعلم القراءة والكتابة وقد توفق في هذا التحدي بل إن عزيمته تلك ستكلل بتعيينه مدرسا للغة العربية بإحدى المدارس الإبتدائية .
في سنوات الستينات وبمدينة ( طنجة ) الكوسموبولية سيلتقي محمد شكري بالكاتب الأمريكي المقيم بطنجة آنذاك ( بول بولز) و( جون جيني ) و (تينيس وليامس ) ، وفي سنة 1966 سينشر على صفحات مجلة الآداب البيروتية قصة ( العنف على الشاطئ ) وبعد سنوات قليلة وبفضل صديقه الأمريكي ( بول بولز) ستمتد شهرته إلى الآفاق العالمية بعد ترجمة روايته البكر ( الخبز الحافي ) إلى اللغة الأنجليزية بدار النشر ( بيتيرأوين ) سنة
1973 . ثم ترجمت إلى اللغة الفرنسية بمبادرة من الكاتب المغربي المقيم بباريس ( طاهر بنجلون ) سنة 1980 وقد صدرت عن دار النشر ( ماسبيرو ) وأخيرا ترجمت إلى اللغة العربية سنة 1983
وباعتبار( الخبزالحافي) عملا روائيا يخترق بعض التابوهات خصوصا ما تعلق منها بمحرم الجنس فقد تعرضت للمنع والحذرما أسهم كثيرا في شهرتها عكس ماكان متوقعا إلى حدود سنة 2000 حيث تم رفع الحذر عنها وتم عرضها في السنوات الأخيرة بالمعرض الدولي السنوي للكتاب بمدينة الدارالبيضاء .
يمكن اعتبار رواية ( الخبز الحافي ) أولى أعماله الثلاثية الشهيرة التي سيؤاخيها برواية ( زمن الأخطاء ) سنة 1992 ثم روايته الثالثة والأخيرة ( وجوه ) .
كتب محمد شكري العديد من القصص القصيرة بين سنوات الستينات والثمانينات ك ( مجنون الورد ) التي صدرت سنة 1980 و (الخيمة) سنة 1985 وفي جانب آخر جرب أيضا كتابة المذكرات والدفاتر الحميمية حول التقائه ب (بول بولز ) و ( جان جيني ) و ( وتينيس وليامس ) .
في خامس عشر نونبر من سنة 2003 وبالمستشفى العسكري بالعاصمة الرباط سيودع محمد شكري هذا العالم بسبب مرض لم ينفع معه علاج وسيوارى جثمانه بمقبرة ( مارشان ) بمدينة ( طنجة ) يوم السابع عشر بحضورالناطق الرسمي باسم القصر الملكي ووزيرالثقافة وشخصيات أخرى من عالم الأدب والفن .
قبل وفاته أسس محمد شكري مؤسسة أطلق عليها إسم ( محمد شكري ) عهد برئاستها إلى الأديب
والشاعرالمغربي محمد الأشعري كما عهد إلى رعاية إقامته وممتلكاته إلى السيدة ( فتيحة ) التي لازمته كمتعهدة منزلية لزهاء إثنين وعشرين سنة .
يقول محمد شكري :
(( عندما هاجرت إلى طنجة وجدت مدينتين : طنجة الكولونيالية وطنجة العربية مدينة الفقر والجهل وكنت حين أشعر بالجوع أفتش في قمامات الأحياء الأوروبية الراقية لعلي أجد فيها ما أقتاته ...))
ويقول في موضوع جدوى الكتابة : (( وجدت أن الكتابة هي أيضا شكل من أشكال الرفض والإحتجاج ضد أولئك الذين سرقوا طفولتي ومراهقتي وشبابي ، وبسبب ذلك صرت كاتبا ملتزما ))
بعض أعماله
1980 : الخبز الحافي
1985 : الخيمة محموعة قصصية
1994 : زمن الأخطاء
1992 : جان جيني وتينيس وليامس في طنجة
1993 : جان جيني في طنجة
1996 : جان جيني من الملحق إلى النهاية
1997 : عزلة بول بولزفي طنجة
1996 : زوكو شيكو
1996 : وجـــــــوه
1993 : مجنون الــــورد مجموعة قصصية
|