مراتب العزلة

   
 


 

 

الصفحـة الرئيسيـة

مواقعي الإلكترونية

سيــرة

مـقـالات نـقـديــة

=> تأملات في المشهد الثقافي المغربي

=> تعقيب الأستاذعثمان علوشي

=> ولاأشهى أو الكتابة بالبرق

=> مـراتب الغربــة

=> كيف تكتب قصة قصيرة

=> جاليريا بين الرسم

=> بنسالم الدمناتي

=> مجلة كتاب الإنترنت المغاربة

=> أسرارالجنس عند الفلاسفة

=> أفق الإنتظار في ورثة الإنتظار

=> تاريخ الترجمة

=> قصة ذكورة قراءة نقدية

=> هل نخشى على الأدب من العولمة

=> مجلة العربي

=> أي مستقبل للأدب

=> دوريس ليسينغ وجائزة نوبل

=> حوار مع الكاتب الكوبي

=> حتى لاننسى نجيب محفوظ

=> صورة المرأة في القصص الإفريقية

=> بودليرفي باريس .. باريس في بودلير

=> أوروبا الممنوعة

=> حملة من أجل القصة

=> عن الحقد والتسامح

=> القصة القصيرة الفرنسية

=> مقام الإرتجاف

=> القراءة بالمماثلة

=> تكسير الجدار الرابع

=> خطاب التجريب في المسرح العربي

=> مقالات نقدية 2

=> الدخول الثقافي

=> قراءة في رواية ورم التيه

=> القصة القصيرة بين الفانتستيك

=> حكاية نص مريض

=> رواية الحي الخلفي تشكل المكان

=> هاأنت أيها الوقت

=> القصة القصيرة من الرمزإلى الرمزية

=> مدارات الصحو في سقوف المجاز

=> مراتب العزلة

=> الكاتبات العربيات ورهانات الإنترنت

مقالات في الأدب الـرقمي

مقالات في الإعلام والإتصال

قـصص قصيـرة

روايــــة

شـعـــر

صفحة شعراء حقوق الإنسان

eBOOK

بــورتريهـات

حــوارات

شـهـــادات

للإتـصــــال

 


     
 



مراتب العزلة
شخصيا أعترف أن عزلتي هي حالة خلوة رائقة وليست عزلة في بعدها السيكولوجي والوجودي .. هي خلوة أسموبها إلى مدارج اليقين الروحي لرؤية الذات في واقعها الأعلى بمكروسكوب التأمل العميق ... إنها خلوة أعيشها في لحظة صحو وحلول صوفي حيث أختلي بنفسي إلى كهفي .. ثمة أشيد كوني الإبداعي الخلاق بعيدا عن نقيق المستنقعات التحتية...
إذا كانت الغربة مراتب عند صديقي القاص مختارالزياني فللعزلة أيضا عندي مراتب مختلفة .. أحيانا نصنع مأواها الدافئ ونرغب فيها باعتبارها شرط كتابة وأحيانا أخرى تفرض علينا كحصار جبري تتلون بتلاوين أمكنتها الواقعية والإفتراضية .. عزلة المنفى .. عزلة الإعتقال .. عزلة الإغتراب .. عزلة الأنبياء .. عزلة الفلاسفة .. عزلة العبقرية عزلة الفنان .. عزلة الجنون ... وهكذا نستنتج أن كل نص يحمل قسمات عزلته الخاصة التي إختمر فيها وسما على متنها إلى مراتب التشكل النهائي في لحظة صفاء تترسب في قعركأسها بقايا من بقايا الواقع وانكساراته.
ولنتساءل عما يتغياه أي كاتب من عزلته الإختيارية .. قد تتعدد الأجوبة بتعدد تجارب الكتابة وتعدد المرجعيات والروافد . قد يلتقي البعض في نفس الجنس الأدبي الإبداعي ويختلفون في أمكنة عزلتهم كما قد يلتقون في هاته الأمكنة فيما يختلفون في إرتياد الجنس الأدبي الذي يليق بعزلتهم وقد نلمس هذا مثلا في أدب المهجر باعتباره ظاهرة أدبية عربية نضجت وحدتها على نارالشعورالجماعي بالعزلة والإغتراب الأمريكي ... فيما نلامس العزلة في جنس قصيدة المقاومة لدى شعراء الشتات الفلسطينيين عبرالجهات الأربع من العالم ، أولئك الذين إختلفوا في جغرافيات إقامة عزلتهم وتوحدوا في نفس الجنس التعبيري معنى ومبنى .
إن الإبداع أي إبداع لايقبل إطلاقا بالإبتذالية ، ما يعني السقوط في فخاخ مسلكيات اليومي المتشابهة والمشبوهة .. تلك التي تجعل من الإبداع عموما صحن تسول وبالتالي يتبهذل المبدع وتنخرم كبرياء عزلته السامقة لتتقزم قامته في وهم تعالي مجاني .. فارغ من أي قيمة نبيلة بمعنى آخرأن العزلة قد تروم بمكرها إلى تشييد صرحها الرملي والظهور بمظهر سلطة المعرفة .. سلطة لاتختلف عن سلطة الشيخ على مريديه .
لكن ألم تدفع الحروب الثقافية في إتحاداتنا العربية بالعديد من الكتاب والأدباء إلى العزلة الإجبارية أوالإختيارية ضدا على ثقافة الكاشيهات والإنقلابات البغيضة وضدا أيضا على ثقافة لاتتجاوز في أهدافها ليلة حميمية موشاة بخمس نجوم وتذكرة طائرة وتذكارات بائرة وبالتالي باتت مقرات الإتحاد إمتدادا لبيوت عائلة بعض الأعضاء .
ترى مالذي يجعل مفكرين عرب مرموقين ينأون عنا بعزلتهم الفكرية .. يطلون علينا من شرفات عليائهم في الطابق الأخير بعيدا عن صخب حراك ثقافي ممسوخ ومعتوه ... ترى متى ينزلون إلى أماسينا الثقافية ؟؟ محمد عابدالجابري ، عبدالله العروي ، أحمد المديني ، محمد برادة ، سعيد علوش ، إدريس الناقوري ، حميد الحميداني ، محمد مفتاح ، محمد بنطلحة ، حسن الغرفي .. صلاح بوسريف إلخ ومالذي يجعل فئة أخرى من الكتاب تقلب معاطفها الإنتمائية بدل أن تقلب الطاولة في وجه أشباه المثقفين والمستكتبين ... كل هؤلاء الشرفاء وغيرهم قد آثروا ليل العزلة على الظهورتحت أضواء سيرك ثقافي سوريالي إن لم نقل كاريكاتوري .. هؤلاء المثقفين الشرفاء هم مايمكن أن نسميهم اليوم ( المعتزلة الجدد).
يصعب علينا أحيانا أن نحدد منطقة عزلتنا .. حدودها .. تضاريسها .. وعلى أي تربة ينهض برجها العاجي .. قد يتوهم بعض المثقفين المرضى أنهم قد باتوا قاب قوسين أو أدنى من عزلة الأنبياء أوالفلاسفة ، بيد أنهم ينسون أو يتناسون أن عزلتهم المصطنعة هي في حقيقة الأمرتعبيرعن نرجسية متضخمة لاتتعدى في تفكيرها ما ينعكس من وجوههم على صفحة الماء .. والبعض الآخرتكون عزلتهم عن وعي أو من دون وعي نفورا من واقع ثقافي وفني موبوء وملتبس أقل ما يفتقر فيه المبدع إلى قيمة إعتبارية ورمزية تفصح بجلاء عن إعتراف المجتمع والسلطة به كفاعل أساسي في دينامية التنمية والإسهام في صنع تاريخ أوطانهم .
أخيرا شخصيا أجد نفسي في خلوة رفيعة هي وليدة عزلة مريرة وأليمة بعيدة في الزمن تعود إلى بداية الثمانينات حين طوح بي حظي العاثر في الحياة من أوج العطاء الشعري الشبابي في مدينة مكناس إلى عزلة قاسية في أقاصي جبل (توبقال) ..هناك علمتني العزلة الإجبارية معنى أن تكون شاعرا في المغرب .
 
 
 

 
 

 

 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free