القراءة بالمماثلة

   
 


 

 

الصفحـة الرئيسيـة

مواقعي الإلكترونية

سيــرة

مـقـالات نـقـديــة

=> تأملات في المشهد الثقافي المغربي

=> تعقيب الأستاذعثمان علوشي

=> ولاأشهى أو الكتابة بالبرق

=> مـراتب الغربــة

=> كيف تكتب قصة قصيرة

=> جاليريا بين الرسم

=> بنسالم الدمناتي

=> مجلة كتاب الإنترنت المغاربة

=> أسرارالجنس عند الفلاسفة

=> أفق الإنتظار في ورثة الإنتظار

=> تاريخ الترجمة

=> قصة ذكورة قراءة نقدية

=> هل نخشى على الأدب من العولمة

=> مجلة العربي

=> أي مستقبل للأدب

=> دوريس ليسينغ وجائزة نوبل

=> حوار مع الكاتب الكوبي

=> حتى لاننسى نجيب محفوظ

=> صورة المرأة في القصص الإفريقية

=> بودليرفي باريس .. باريس في بودلير

=> أوروبا الممنوعة

=> حملة من أجل القصة

=> عن الحقد والتسامح

=> القصة القصيرة الفرنسية

=> مقام الإرتجاف

=> القراءة بالمماثلة

=> تكسير الجدار الرابع

=> خطاب التجريب في المسرح العربي

=> مقالات نقدية 2

=> الدخول الثقافي

=> قراءة في رواية ورم التيه

=> القصة القصيرة بين الفانتستيك

=> حكاية نص مريض

=> رواية الحي الخلفي تشكل المكان

=> هاأنت أيها الوقت

=> القصة القصيرة من الرمزإلى الرمزية

=> مدارات الصحو في سقوف المجاز

=> مراتب العزلة

=> الكاتبات العربيات ورهانات الإنترنت

مقالات في الأدب الـرقمي

مقالات في الإعلام والإتصال

قـصص قصيـرة

روايــــة

شـعـــر

صفحة شعراء حقوق الإنسان

eBOOK

بــورتريهـات

حــوارات

شـهـــادات

للإتـصــــال

 


     
 

 

 

 

القراءة بالمماثلة في الشعرية العربية القديمة




حاول الدكتورأحمد طايعي في دراسة نقدية موسومة ب ( القراءة بالمماثلة في الشعرية العربية القديمة) أن يحيط بمفهوم (المماثلة) علي المستوي الأفقي والعمودي بما لهذا المفهوم من صبغة نظرية عامة مستخلصة من الفلسفة والمنطق والسيميائيات ، وقد تركزت الدراسة أساسا علي عملية التلقي لدي ثلاثة من علماء النقد العربي الكبار : المرزوقي وأبوالعلاء المعري والأعلم الشنتمري وقد توخت الدراسة مسلكين إثنين أولهما إستيعاب دراسة النص الشعري في إطارالمناهج الجديدة كما هوالشأن عند جاكبسن وكريستيفا وتودوروف والثاني في نظرية التلقي مجموعة من القصائد عند ياوس كما إتسمت هذه الدراسة في شقها الثاني الرئيس بتقليب التراث العربي القديم باعتماد آلية المماثلة أذاتا... ولعل هذه الدراسة التي هي في الأصل بحث لنيل الدكتوراه تحت إشراف ورعاية وتوجيه الدكتورإدريس بلمليح تعبرعن رغبة الدارس أحمد الطايعي كما قال في الإستمرار بالبحث في الظاهرة الشعرية من خلال إدراك نسيج العلاقة الرابطة بين أنماط التشكيلات النصية وأنماط ردود أفعال الممارسين لفعلي القراءة والتأويل. يقول الدكتورأحمد الطايعي : ( إن ضوابط القراءة بالمماثلة وآليات إشتغالها لم تحظ من الباحثين والدارسين بنفس القيمة أوالمكانة التي تتمتع بها كمكون أساسي في إدراك القيم الدلالية والجمالية لنصوص الشعرالعربي لذا كان المبحث في آلية القراءة بالمماثلة عند المرزوقي والمعري والشنتمري ضرورة نقدية معرفية بما مثله هؤلاء من لبنة أساسية تنضاف إلي لبنات أخري ساهمت أيما إسهام في الدفع بعجلة الحركة النقدية الشعرية والثقافية لكونهم بالنسبة للدكتورأحمد الطايعي قراء نموذجيين .

نظريات التلقي
لقد رامت الدراسة منهجية بحث بسط الجسورالمحتملة التي تلتقي عندها نظريات التلقي الحديثة والنظريات النقدية الشعرية العربية القديمة بل أكثر من هذا فقد إلتأمت النظريتين في العديد من المفاهيم في مختبرالقراءة العالمة وتبعا لهذا يقول الدكتورأحمد الطايعي : ( فإننا لم نعدم من حيث المنطلقات النظرية ونجاعة الرؤية النقدية ، أفضل من الإتكاء علي الجهاز المفاهيمي الذي بلوره رائدا نظرية التلقي الألمانية هانس ياوس وولف إيزر ومما يجدر ذكره يضيف أن الإستناد إلي إسهامات مدرسة كونسطانس لم يمنعنا من إستثمار بعض المفاهيم والأدوات المنهجية التي وظفتها نظريات أخري سوسيولوجية ولسانية وسيميائية وكذا جملة مفاهيم إستقيناها من أصول النحوالعربي والدرس الأصولي الإسلامي ناهيك عن علمي البلاغة والنقد العربيين ص 13 ).
في الباب الأول إهتمت الدراسة بمبحثين إثنين ، حيث تناول المبحث الأول توضيح مفهوم جمالية التلقي عند ياوس أما المبحث الثاني فقد دار حول دينامية التواصل التفاعلي بين بنية النص الفني وفعل القراءة عند إيزر ومن بين المفاهيم الأساسية في المبحثين معا مفهوم ( أفق التوقع ) الذي إعتبره الباحث بمثابة الأطروحة المركزية في جمالية التلقي عند ياوس . أما المبحث الثاني فقد تعرض لفعل القراءة وآليات إنتاج الوقع الجمالي لدي إيزر وقد قسمه الدارس إلي ثلاث مستويات ومنها التفاعل الدينامي بين النص والقارئ باختلاف مستويات تلقيه سواء أكان قارئا نموذجيا أم قارئا مقصودا أن قارئا خبيرا ، ومن بين المفاهيم الأساسية أيضا في المستوي الثاني مفهوم (الذخيرة النصية) باعتبارها قاعدة أساسية في عملية التلقي بماهي كل ما وقع/يقع خارج النص في الواقع والتاريخ ... إنها كما يقول د أحمد الطايعي تنبني وتأسس بالنظرإلي قوة تقاطعها وتناصها مع ماسبقها من نصوص وبخاصة مستوياتها اللغوية والتركيبية والدلالية . أما في
المستوي الثالث مفهوم ( بنيات اللاتحديد) فقد قسمه الدارس إلي نقطتين هما الفراغات والبياضات بحيث يشكلان الطاقة المحفزة والمحرضة لعملية التخيل التي ينجزها المتلقي ... إن هذه الفراغات أي عدم التناسق بين النص والقارئ هي التي تسبب التواصل في عملية القراءة .
في الفصل الثاني الذي عنونه الدكتور بالقراءة بالمماثلة : دراسة في التصور يرجع فيه تعقيد مفهوم المماثلة إلي طبيعة المجالات المعرفية المتعددة والمتنوعة التي حفلت بها حيث ظل الحقل الفلسفي والرياضي والفزيائي والبيولوجي والمنطقي والكلامي والشعري والسوسيولوجي يوظفها تنظيرا وإنجازا ، وصعوبة ضبط حدودها هاته كامنة فيما يمكن أن يحصل للباحث من إنزلاقات في أمرالفصل بينهما وبين مفردات أخري تحولت إلي مفاهيم تتساهم مع مفهوم المماثلة ك ( المقايسة والمشابهة والمكايلة والمساواة والموازنة والتناظر .. إلخ ) وكلها تعريفات تتعدد بتعدد الجهاز المفهومي الذي تنتمي إليه في مختلف المجالات والسياقات اللغوية والنحوية والقرآنية وفي نفس الإطار عززالدارس مبحثه بالعديد من الأمثلة والسياقات الشعرية علي مستوي الإستعارات والتشبيهات والمماثلة وعلاقاتها بالسرقة الأدبية والتناص والمقارنة بينهما وبين توارد الخواطر والتضمين والإقتباس وتداخل النصوص وبين المماثلة والأخذ عند النقاد القدامي كالعسكري وبن رشيق وغيرهما .

نظرية سوسيولوجية
في هذا المستوي الذي يطرح قلق تحديد هوية النص الأدبي وآليات إشتغاله إقتعدت رؤية الدكتور أحمد طايعي علي دراستين الأولي للباحث السوسيولوجي بيير زيما
Pierre ZIMA والثانية تختص بإسهامات الباحث والناقد جيرار جينيت Gerard GENETTE بما حفلت به من مساعي الأول من أجل بناء نظرية سوسيولوجية للنص الأدبي علي مستوي التنظير والممارسة فالبنية النصية يقول زيما تؤسس وجودها الضمني من خلال محاكاتها للواقع وأن عملية ربط الملفوظ النصي بظروف إنتاجه الثقافية والإجتماعية والإديولوجية موقفة علي المعاينة الشاملة والتحديد الدقيق للغة النص ونسقه الداخلي ... أما بخصوص أبحاث جيرار جينيت فالدارس عرض من خلالها لكل المفاهيم الإجرائية المتعلقة بالنص والتناص كالنص الموازي أو المناصة والميتانصية ومعمارية النص والتعالي النصي ولم يقف الدارس فقط عند هذان المفكران بل عرض أيضا إلي أبحاث ميشيل فوكو وبخاصة في مؤلفه ( الكلمات والأشياء ) حيث البحث في نظام التشابه والإختلاف الذي يحكم شبكة الأنساق المعرفية وقد قسمه إلي ثلاثة عصورهي عصرالنهضة والعصر الكلاسيكي والعصرالحديث حيث شكل التشابه لديه المقولة أوالبنية المركزية في المعرفة الثقافية الغربية وتنظيم أشكالها وقد حصر مفهوم التشابه في أربعة أنماط هي : التوافق والتنافس والتماثل والتآلف .
وشكل الباب الثاني من الدراسة محورها الأساسي إستهله الدارس بعرض لسيرة حياة كل من العلماء المرزوقي والمعري والشنتمري ثم إنتقل في الفصل الأول إلي مفهوم المماثلة وعلاقته بعتبة النص الإستهلالي لدي العديد من الشعراء القدامي كأبي الطيب المتنبي وأبي تمام والبحتري وغيرهم منطلقا من العديد من الأسئلة الأساسية ولعل أبرزها : ( ماذا حققت آلية القراءة بالمماثلة بين النص الشعري والمعطيات الخارج جمالية للمنجزالنقدي في القرن الخامس الهجري ؟ )
المماثلة ودورها في تأويل النص الشعري كان هو مبحث الفصل الرابع من الباب الثاني الذي إنطلق فيه الدكتور أحمد الطايعي بداية من البحث في مماثلة النص القرآني للنص الشعري إستنادا إلي إسهامات عبدالله بن عباس وأبي عبيدة معمر بن المثني في (مجاز القرآن ) يقول الدارس : وأيا كان تقويمنا لجهود وإسهامات مؤسس منطق القراءة بالمماثلة عبدالله بن عباس فالذي لامراء فيه أن ثلة من الإعجازيين ذوي النزعة التمجيدية والدفاعية عن فوقية القرآن الكريم كثيرا ماكانوا يجدون حرجا شديدا في قراءة الخطاب القرآني وتحليله بنيته الإعجازية بالإعتماد علي سلطة مرجعية أخري ( تماثله ) وهي سلطة الشعرالعربي القديم بل إنهم كانوا في أحايين كثيرة يعترضون علي مقايسة النص القرآني بالنص الشعري وبالتالي يرفضون تعدية حكم الفرع المذموم (الشعر) إلي الأصل المقدس ( القرآن الحكيم ) ويضيف أحمد الطايعي وعلي الجملة فإن الإعتماد علي آلية المماثلة محصور في توظيف النص القرآني فيما تستدعيه تقوية بيان الأبعاد الجمالية للنص الشعري من جهة وفيما يقرب شقة الخلاف بين أسئلة الأنا القارئة وأفق الأسئلة التي تكتنزها المكونات الفنية والدلالية للنص الشعري من جهة أخري ( ... ) إن علاقة النص القرآني بالكتابة الشعرية تقوم في جانب منها علي القوة الحضورية للنص الثاني علي الأول ) وفي هذا الإطار بسط الدارس لبعض صور التناص عند أبي تمام مثلا ومختلف أنواع السياقات الخاصة بين النصين معا (القرآني والشعري) .
وأخيرا نري أنه من الأجدي بنا ونحن نمرعلي دراسة أحمد طايعي مرورا حثيثا لايدعي القراءة التحليلية العالمة والعميقة التي تروم قلب طبقات البحث من أجل إستجلاء الثقوب والثغرات إذ أن إشرافا وازنا من عيار الدكتورإدريس بلمليح يعتبرأوفي الحجج علي توفقها في الإلمام بكل إشكالات الطرح ... أقول وأخيرا نختم بسؤال ختم به الدارس وهو ( هل كان بإمكان قراءة الشعر العربي في القرن الخامس الهجري التخلي عن توظيف آلية المماثلة كسند منهجي لفهم وتأويل بعض الجوانب الجمالية في نصوص الشعراء ؟ ونسارع إلي تحديد الإجابة بالنفي ذلك أن تشغيل آلية المماثلة عند المرزوقي والمعري والشنتمري ظل حاضرا متمثلا في أجهزتهم التأويلية جنبا إلي جنب مع جملة من الأدوات الإجرائية والمستويات المقننة ) .
تعتبر دراسة ( القراءة بالمماثلة في الشعرية العربية القديمة ) التي غمرنا بها الدكتور أحمد طايعي أثرا نقديا ضافيا وازنا قد آثرألا يتركه رهينة أغبرة الرفوف مثل العديد من الدراسات الأدبية والفكرية التي تعوزها الدعامة المادية كي تغني المكتبة المغربية والعربية علي العموم ..إ نها أثر إستوعب مبحثا أساسيا في ذخيرة التراث العربي يتعلق بنظرية التلقي / نظرية القراءة تلك العملية التي غبنتها الدراسات والنقد الحديث بعدما ركز إهتمامه بالدرجة الأولي علي عوالم الكاتب ثم علي عوالم النص مع بروز مقولة ( موت المؤلف ) في فترة ما ثم من بعد ذلك إلي حدود ظهورالمدرسة الألمانية التي حفلت بالطرف الثالث في العملية الإبداعية: المتلقي .

 

 

 
 

 

 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free