جائزة نوبل للآداب 2007
ل( دوريس ليسين )
لمــــــــــاذا الآن ؟
دوريس ليسينغ
تم يوم الأربعاء 11 أكتوبر2007 تتويج الكاتبة ( درويس ليسين ) ( Doris Lessing ) بجائزة نوبل للآداب بعد سفرشاق وطويل في قارة الإبداع الروائي والنضال السياسي قد ناهزالستون سنة . وإكليل نوبل للآداب ومنذ 10 من ديسمبر1901 لم يمنح قط إعترافا بما طفا من جبل الجليد على سطح الكتابة والإبداع في الرواية والشعروالمسرح ..إلخ بل لما قدمه الكاتب(ة) من تضحيات ومواقف سياسية ونضالية سواء على الصعيد المحلي أوالعالمي وما سجل وعرف عنه من دفاعه عن حرية الرأي والتعبير والحق في الإختلاف ومناهضة التمييز بمختلف صوره العرقية والجنسية واللونية … والروائية دوريس ليسين قد نقشت إسمها وبصمت التاريخ الإفريقي بمواقفها المناهضة لسياسة الأبارتايد في جنوب إفريقيا وناهضت أيضا سياسة روبيرموغابي في روديسيا ( زيمبابوي ) حاليا وبسبب هذا تعرضت للطرد التعسفي غيرما مرة . بيد أن السؤال الأساسي هو لماذا تأجل تتويج دوريس ليسين إلى حدود 2007 بعد أن إشتعل رأسها شيبا ، فهل الأمريتعلق بتكريم عاجل قبل الإلتحاق بالرفيق الأعلى ؟ هل هناك في أسرارالجائزة لائحة معدة سلفا وقد جاء الدورفي هذه السنة على دوريس ليسين ؟ أم أن الأمر بكل بساطة يتعلق بعزفها على وتر( الإرهاب ) أو قضية من القضايا العربية ، العراق وفلسطين وأخيرا بإيران باعتبارها ذات أصول إيرانية في ظل الجدل الدائرحاليا حول الملف النووي الإيراني؟
نطرح هذه الأسئلة لأن جائزة نوبل للآداب قد توجت من قبل الكاتب التركي ( أورهان باموك ) لمساندته للروائي الأنجليزي ذي الأصول الباكيستانية ( سلمان روشدي ) بعد إصداره لروايته ( آيات شيطانية ) والإفتاء بهدر دمه من طرف آية الله الخميني سنة 1988 ، وتوجت أيضا عميد الرواية العربية نجيب محفوظ بعد إشادته بمؤتمر( كامديفيد ) للسلام سنة 1979 ثم بعد هذا مساندته لأحد الكتاب المصريين الذي تم التشطيب عليه من قائمة أعضاء إتحاد كتاب مصر بعد تنويهه بسياسة التطبيع مع إسرائيل.
ونعود لنقدم هذا البورتريه عن الكاتبة الحائزة على جائزة نوبل للآداب ، فمن هي دوريس ليسين ؟.
ولدت الكاتبة دوريس ليسين يوم 22 من أكتوبر 1919 ب ( كارماتشاه ) بإيران ومنذ روايتها الأولى ( هزمني الغاب ) الصادرة سنة 1950 حققت شهرة واسعة وأصدرت ما يناهزالخمسين رواية كما عرف عنها مواقفها الملتزمة في طليعة الماركسيين ومناهضتها للإستعماروالأبارتايد وعرفت كمناضلة طليعية في القضايا النسائية .
تتسم أعمالها الروائية بمنحاها السيرذاتي المستلهم من تجربتها الإفريقية ومن طفولتها و إنخراطها في القضايا الإجتماعية والسياسية .
إن التيمات التي تشغلها تنم عن صراعات ثقافية عن مناهضة الظلم العنصري والتناقضات بين الوعي الفردي والمصلحة الجماعية وعن العنف والطفولة كما أنها جربت الكتابة في مجال الخيال العلمي بإصدارها لرواية ( شيكاستا ) سنة 1981والكتابة في أيضا في الحقل السيكولوجي بإصدارها لرواية ( الصيف قبل الليل ) .
كان والدها موظفا بنكيا وقد قتل في الحرب العالمية الأولى ، ومنذ سنة 1928 إستقرت عائلتها بروديسيا واشتغلت بالفلاحة .
في بداية دراستها ولجلت دوريس المؤسسة الدينية الكاثوليكية وغادرتها في سن الخامسة عشروبعد ثلاث سنوات أي في سنها الثامن عشرإشتغلت في قطاع البريد كموزعة للمكالمات الهاتفية بمدينة سالسيبوري بالعاصمة الروديسية .
كانت دوريس ليسين شغوفة بالمغامرة والسفروانخرطت في مجال الإبداع الروائي مبكرا كما كتبت في جنس القصة العديد من القصص القصيرة . وفي سنها التاسعة عشرستتزوج ب ( فرانك ويسدوم ) وأنجبت معه طفلين لكن بعد سنوات ستهاجر دوريس زوجها وأبناءها وستقترن برجل ألماني يدعى ( غوتفريد ليسين ) الذي اقتبست منه لقب ( ليسين) وأنجبت معه ولدا .
وبعد طلاقها للمرة الثانية من( غوتفريد ليسين ) إستقرت بلندن سنة 1949 مع ولها وحصلت على عمل سكرتيرة ستستقيل منها بعد شهرة روايتيها الأولتين .
في سنة 1956 وعلى إثرحوار صحفي أجرته مع ( غارفيلد تود ) الوزيرالأول الجنوب إفريقي ثم حوارا ثانيا مع الوزير الأول الفديرالي ( غودفري هوجين ) سيتم توقيفها وطردها من فديرالية جنوب إفريقيا .
أصدرت دوريس ليسين العديد من الأعمال الروائية من أشهرها ( مذكرة من ذهب ) سنة 1976 و( أطفال العنف ) سنة
1978 و( قصص إفريقية ) سنة 1980 و( الإرهابيين ) و( تحت الجلد ) و ( السيرتحت الظل ) و( الريح تحمل أحاديثنا ) سنة 1987 و( الحب أيضا ) سنة 1998 و( عالم بن ) .
|