أفق الإنتظار في ورثة الإنتظار

   
 


 

 

الصفحـة الرئيسيـة

مواقعي الإلكترونية

سيــرة

مـقـالات نـقـديــة

=> تأملات في المشهد الثقافي المغربي

=> تعقيب الأستاذعثمان علوشي

=> ولاأشهى أو الكتابة بالبرق

=> مـراتب الغربــة

=> كيف تكتب قصة قصيرة

=> جاليريا بين الرسم

=> بنسالم الدمناتي

=> مجلة كتاب الإنترنت المغاربة

=> أسرارالجنس عند الفلاسفة

=> أفق الإنتظار في ورثة الإنتظار

=> تاريخ الترجمة

=> قصة ذكورة قراءة نقدية

=> هل نخشى على الأدب من العولمة

=> مجلة العربي

=> أي مستقبل للأدب

=> دوريس ليسينغ وجائزة نوبل

=> حوار مع الكاتب الكوبي

=> حتى لاننسى نجيب محفوظ

=> صورة المرأة في القصص الإفريقية

=> بودليرفي باريس .. باريس في بودلير

=> أوروبا الممنوعة

=> حملة من أجل القصة

=> عن الحقد والتسامح

=> القصة القصيرة الفرنسية

=> مقام الإرتجاف

=> القراءة بالمماثلة

=> تكسير الجدار الرابع

=> خطاب التجريب في المسرح العربي

=> مقالات نقدية 2

=> الدخول الثقافي

=> قراءة في رواية ورم التيه

=> القصة القصيرة بين الفانتستيك

=> حكاية نص مريض

=> رواية الحي الخلفي تشكل المكان

=> هاأنت أيها الوقت

=> القصة القصيرة من الرمزإلى الرمزية

=> مدارات الصحو في سقوف المجاز

=> مراتب العزلة

=> الكاتبات العربيات ورهانات الإنترنت

مقالات في الأدب الـرقمي

مقالات في الإعلام والإتصال

قـصص قصيـرة

روايــــة

شـعـــر

صفحة شعراء حقوق الإنسان

eBOOK

بــورتريهـات

حــوارات

شـهـــادات

للإتـصــــال

 


     
 



 
أفق الإنتظارفي ( ورثة الإنتظار)
 




 
يتبدى قلق الكتابة في المجموعة القصصية (( ورثة الإنتظار )) للأديب عبد النور إدريس من خلال تلك الكيمياء السردية التي تجعل من كل نص نص بلورة بأوجه متعددة مفتوحة على آفاق محتملة وليس أفقا واحدا ، ومن ثمة يصعب على أية مقاربة نقدية وهي تتدجج بأدواتها وإوالياتها المخصوصة أن تفتح أقفال المجموعة .
إنها كتابة بعتاد صواريخ رمزية عابرة للأجناس …. ففي خارطتها تتحايث القصيدة مع النص السردي المفتوح مع القصة بأقانيمها التقليدية ، وبالتالي فإن أفق الإنتظار يخيب لدى القارئ وهو يستند بلاوعي إلى علامة العتبة الأولى على ظهر الغلاف (( مجموعة قصصية )) ومع سيرورة فعل القراءة والسفرالنابه في جسد المتن يتبدى بأن المجموعة القصصية تتزيى بتلاوين سردية ولغة تمتح من مختلف البهارات السردية .. فالنصوص تارة تنضح بماء الشعر وانسياباته وتتلفع بطراوة أفنانه وتارة تطرز بنسيج السرد القصصي المتحلل من كل المنمنمات الشعرية .
تقع المجموعة القصصية (( ورثة الإنتظار)) في 83 صفحة لملمت بين تلافيف دفتيها ستة عشر نصا قصصيا بتيمات تتراوح بين الإحباط والوجع وهموم الليل وثقوب الصباح والعهر وجراح السندباد بما يعني كل هذا أن المجموعة القصصية تتأطر ضمن أنطولوجيا القص الموشوم بزمن الإنكسارات والخسارات الذي قد يمتد في زمن الحكي على مدى عقدين من المغامرة الكتابية التي تحتفي باليومي وتوثق لاعتمالات الذات المغتربة في صقيع الوطن .. صقيع المنفى الجغرافي والسيكولوجي … ولعل أهم ما يهيمن على بنية المتن ككل هو تيمة الإنتظار .. إنتظار الذي يأتي ولا يأتي .. إنتظارقاتل .. فالكل ينتظر .. حيث تتوقف عقارب الزمن .. ويجف نهر الوقت .. ويصير الوطن أيضا جغرافيا كبيرة تنتظر .. ولم يأت إنتقاء هذا العنوان إعتباطا بل جاء مقتعدا على إشراع أفق إنتظار القارئ على إحتمالات واقع الإنتظار الذي لاينتهي .. إنتظار أقسى من إنتظار غودو … وهكذا تتسع دائرة الإنتظار لتبتلع شخوصا منغلقة كما لو أنها داخل كهف أسطوري في إنتظار أن تنبلج صخرة الباب عن بصيص أمل .
مع مجموعة (( ورثة الإنتظار )) وديوان (( تشظيات عشق رقمي )) ودراساته الوازنة حول سوسيولوجيا الجسد الأنثوي يكون الأديب عبدالنور إدريس قد حدد ملامح مشروعه السردي الذي لايهادن القارئ والذي لايأتمر بأوامر المكونات الجاهزة وقنوات الصرف السردي المألوفة بل إنها كتابة مختبرية .. كتابة مهووسة بالتجريب بما يؤثث بنياتها من أشكال سردية متعددة . إنها جنس الكتابة التي يسميها الكاتب العربي الكبير إدوارالخراط ( الكتابة عبرالنوعية)) وتحتفي المجموعة القصصية (( ورثة الإنتظار )) بتيمة الجسد على إختلاف دلالاته وإيحاءاته وأبعاده الرمزية المتراوحة بين المتعة والألم والفضاءات التي تحتضنه ضمن سياقات نصية : من جسد منتفخ البطن يمشي في الشارع العام إلى الجسد الميت .. إلى سجن الجسد .. إنها لعبة الجسد الصامد .. الجسد المحتل .. الجسد الممزق لينثر ما بذاته .. جدارية الجسد .. الجسد في صوره المتعددة التي حفر فيها الكاتب عبدالنور إدريس إنطلاقا من أبحاث سوسيولوجية وفكرية عميقة خصوصا في جسد الأنثى ومختلف أشكال سجونه المادية والرمزية وليس بغريب على الناقد إن حققت هذه المجموعة القصصية حضورها المتميز ضمن أنطولوجيا الإبداع القصصي بالمغرب فعندما يصب نهر الجماليات ونهر المعرفة ونهر التجربة الصادقة فلا شك أن المصب سيأتي محيطا متلاطما بتلاوين كل هذه الأنهار وبالتالي ستأتي مجموعة (( ورثة الإنتظار)) عبارة عن تشكيلة سردية لاتمنح نفسها بيسر من أجل الإنتشاء بلذة القراءة .
 

 

 
 

 

 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free