لعل أول أثرناتج عن عملية التكويد المعلومياتي للنصوص هو إنتقالها من هيأتها المادية الورقية إلى هيأتها المعنوية ، اللامادية ليس باعتباره سندا أساسيا للنظام النصي وإنما باعتبارها أيضا شيئا لذاته .
يقينا أن الكتاب قد يتوقف في المستقبل المتوسط عن لعب دوره باعتباره حجما VOLUME وهوسائرحتما إلى فقدان دوره كوحدة أو عنصرأساسي للقراءة في فضاء المكتبة كما أن النصوص لم تعد خاضعة لإكراهات محدودية الورق حيث صاربالإمكان تخزينها على متن سندات رقمية بسعة إستيعابية لامحدودة سواء على الأونلاين أوعلى قرص مدمج .
إن هذا التحول قد مس كذلك علاقاتنا بفعل القراءة ... فالحصول على أعمال أدبية كاملة لأديب ما قد تفتح آفاق ومستويات جديدة للقراءة ، فلقد إستبدلت القراءة بالجسيم (CORPUS ) الذي صارالوحدة الجديدة للقراءة على سند إلكتروني كيفما كانت طبيعة العمل الأدبي الذي يستوعبه : ديوان شعرأومجموعة قصصية أو أنطلوجيا ...
لعل مايترقبه أي مستعمل لقواعد المعطيات النصية الموثقة في جسيم هو مجموع المعلومات التي لايستطيع الكتاب الورقي أن يوفرها له أوأنه قد لايمنحها إلا بعد جهد كبيروعمل مضن ، بينما أن الحاسوب يوفر لنا الدقة والسرعة في الإنجاز، إذ هويفتح لنا العديد من الطرائق التي تغيرعلاقتنا بفعل القراءة . فاستعمال الحاسوب كآلة للقراءة يتحول حسب السندات والأهداف ، وآليات القراءة التي يمنحها لنا تمكننا من البحث بأقل سوفيستيكية غيرأنه يعطينا وبشكل أقل تكلفة عالما من التوثيق النصي ذي خاصيات كاليغرافية وصوتية تساعد على خلق جو للقراءة متميزوبفعل الروابط التشعبية يصيرالنص ذي علاقة مع عالمه الداخلي أيضا .
إن هذه العلاقة الجديدة بالنص الأدبي والتي نظرت لها جوليا كريستيفا تجد في النص المتشعب أداة تجعله يسيرا ومحفزا على فعل القراءة .