9 مامعنى واقع إفتراضي ؟
أوريليان بوشيفيل
خلف هذا التناقض الصارخ ( كيف يمكن لواقع أن يكون إفتراضيا؟) يوجد حقل معلوماتي رحب وشاسع . فالواقع الإفتراضي يمكن أن يمثل عالما إفتراضيا من داخل الحاسوب ، غيرأنه عالم خاضع لنفس قوانين العالم الواقعي . ومن بين المفاتيح السحرية الأساسية لوضع برنامج ما في إطار واقع إفتراضي وليس واقع مصطنع بواسطة الحاسوب هناك مفتاح ( التفاعلية) .
إن الواقع الإفتراضي يتفاعل مع المتلقي ويمكنه من التحرك والتفاعل في داخل هذا العالم الإفتراضي . إن هذه التفاعلية هي التي سوف تطرح صعوبات عديدة على المستوى المعلوماتي والأدواتي . يجب إذن أن نتوفرعلى الزمن الواقعي حيث كل ثانية تمرفيه تعادلها ثانية من الزمن الإفتراضي بمعنى آخر(على الحاسوب أي يحصي ما يجري خلال فترة زمنية (س) في وقت يساوي (س) ؛ وإذا لم يتحقق هذا فلا شك أن خللا ما سيحصل وبالتالي سيتمظهر ويستشعره المتلقي على مستوى الحد السطحي الفاصل بين العالم الإفتراضي والعالم الواقعي الزمن الواقعي يصعب أحيانا إدراكه إذا ما أضفنا إليه صعوبات أخرى كالوفاء للصورة .
فالواقع الإفتراضي اليوم حاضر بقوة ، ألعاب الفيديوالتي تستند على تقنية ( التفاعلية) تعرض اليوم عوالم ذات واقعية متطورة جدا ، إن الواقع الفيزيقي في هذه الألعاب ينسحب ليخلي المشهد لواقع بصري مرئي .
إن التفاعل المتعدد/الصيغ يستوجب جمع مختلف الطرق والوسائل في تجربة أحادية من أجل إنغمار شامل في الواقع الإفتراضي .
والحواس المستهدفة هنا هي البصر والسمع والذوق والشم وكذلك اللمس . واليوم يبدوأن البصر والسمع قد تمكن المتخصصون من السيطرة عليهما خلافا للذوق والشم فهما معا مازالا يتعبان الرقميين في تنشئتهما وتوظيفهما ومن دون شك فالمسألة قد تتعلق أساسا بواقع السوق .
وعلاقة بخاصيته المتفردة ، فإن اللمس بات يهم الباحثين في تكنولوجيا الرقميات أكثرفأكثر وكذلك في المجال الصناعي ... إن التفاعل المتعدد/الصيغ سوف يتطلب بشكل عام توليفة بين البصروالسمع واللمس ... طبعا من الممكن إضافة أحاسيس أخرى وفي غالب الأحيان فإننا نبحث في نفس الوقت وبكل الوسائل على تنشئة المتلقي في الواقع الإفتراضي المتعدد/الصيغ وسنستعمل إذن أجهزة أكثر إستيعابا . أما بالنسبة للجانب البصري فإن هذا يمرعبرإستعمال ( أقبية) وهي بمثابة غرف شاسعة حيث يتم عرض الواقع الإفتراضي على كل الجدران بطريقة الأبعاد الثلاثية D 3 وهذا ممكن بفضل تقنيات إستقطاب وتبئيرالأشعة .
أما بالنسبة للصوت فهناك مجموعة مما يسمى ( الوفاء الأقصى ) تكون جاهزة حول المشهد وتتحقق
هي أيضا بواسطة الأبعاد الثلاثية .
وإذا كان الواقع الإفتراضي لايحقق واجهته وحده السطحي إلا بواسطة أجهزة سلبية ( الشاشة وميكانيزماتها الداخلية) فإنه مع ذلك قد يتمكن من بعض التقريبات حتى ولو كانت غير دقيقة وتأتي بالقليل من النتائج في أغلب الحالات ... كوضعنا مثلا لشيئ بشكل غيرملائم في مشهد إفتراضي ويكون أحد أجزاء هذا الشيء في إرتطام مع الجدار . ولكي يعدل الواقع الأفتراضي من هذا الوضع فإنه سيقوم بنقل Téléporter هذا الشيء ليمكنه من التخلص من إكراهات العائق .
على المستوى الإفتراضي يمكن أن يمر كل هذا بطريقة غير مرئية وفي حالة ما إذا ظهر وشوهد فإنه لن يأتي بنتائج مهمة .
في المقابل إذا كان الواقع الإفتراضي في علاقة مع المتلقي بواسطة جهازه الخاص الذي لايقتصرعلى إرسال المعلومة ولكنه يستقبلها أيضا والذي هوعلى علاقة بالمتلقي فإن هذه التنقيلة ( téléportation ) الإفتراضية يمكن أن تترجم في عالم الواقع عن طريق قوة فجائية قد تزعج المتلقي أوالمستعمل عموما .
إضافة إلى كل هذا وبما أن الأجهزة الخاصة مفعلة ونشيطة فإن بعض الظواهر كرجع الصدى قد تطرؤ باعتبارأن المتلقي سينفعل لردود فعل المجال الذي سينفعل من جديد ، إذن كل هذا يستوجب وجود ألغوريتمات خاصة لتجنب كل هذه الصعوبات إضافة إلى أن الأجهزة تكتسب ترددات التحيين اليومي من فئة HZ 1000 وبما أن الواقع الإفتراضي يجب أن يكون زمنا واقعيا وحقيقيا فإن هذا يطرح العديد من المعيقات على الألغوريتمات المستعملة بغاية تحقيق الحسابات الفيزيقية .
|