هل هي نهاية عصرالتلفزة

   
 


 

 

الصفحـة الرئيسيـة

مواقعي الإلكترونية

سيــرة

مـقـالات نـقـديــة

مقالات في الأدب الـرقمي

مقالات في الإعلام والإتصال

=> أزمة الصحافة المكتوبة

=> من سيربح الحرب الصحافية في المستقبل

=> وسائط الإتصال وتقنيات التأثير

=> التغليط الإعلامي

=> صناعة الرأي العام

=> هل هي نهاية عصرالتلفزة

=> بين الصحافة المكتوبة والإنترنت

=> الإعلانات والإديولوجيا .. أية علاقة

=> الخطاب الإعلامي وأثره على اللغة العربية

=> الإنترنت السلطة الخامسة

=> الجالية المغاربية في فرنسا

=> هل الإنترنت مهدد بالإختناق بعد سنة 2010

=> الإنترنت وسؤال هوية

=> صورالعنف في وسائل الإعلام

=> أي مستقبل ينتظرإعلانات الإنترنت

=> صورة المرأة والرجل

=> وسائل الإعلام وتأثيرها

=> تقريرمنظمة مراسلون بلا حدود

=> العملاق ياهو يبتلع مكتوب

=> أي دورللشبكات الإجتماعية الإلكترونية

=> Les règles de la Netiquette

قـصص قصيـرة

روايــــة

شـعـــر

صفحة شعراء حقوق الإنسان

eBOOK

بــورتريهـات

حــوارات

شـهـــادات

للإتـصــــال

 


     
 



هل هي نهاية عصرالتلفزة !؟
 


إعداد: عبده حقي

ككل تجربة في أولى خطواتها تتعرض للتعثر، هكذا إنطلقت الصورة التلفزية الأولى في بداية القرن العشرين صورة شاحبة ورديئة . وقبل إختراع آلية التشبيك أي إعادة ترتيب نفس الصورة بواسطة عملية تكنيس لتكون فيها الصورة الأولى خاصة بالخطوط الفردية والصورة الثانية بالخطوط المزدوجة، قبل إختراع هذه الوسيلة فشاشة التلفزة غالبا ماكانت تشوبها لألاة مشوشة وومضات مزعجة كما أن مستوى إطارها الأفقي سرعان ما كان يختفي حينما تصل الإلكترونات إلى حدها الأدنى وبالتالي كان المشاهد لايرى سوى أشباحا بيضاء تارة وسوداء تارة أخرى .. أشباح تظهروتختفي بين الحين والآخر . ولهذا السبب تركزت الأبحاث أساسا منذ البداية إلى معالجة رداءة الصورة وتطويرمكوناتها نحوالأفضل .
وبالرغم من هذه الرداءة فإن إختراع التلفزة جعل المشاهدين يشعرون نوعا ما بأن هذه الوسيلة التواصلية الجديدة قد قزمت حجم العالم وأن ضوءها الفضي قد إستطاع أن يستحوذ على الأنظار. ومع مرورالوقت صارت التلفزة مادة إستهلاكية وحاجة أساسية من ضمن حاجيات الإنسان اليومية ودورها لم يعد يقتصرعلى جمع شمل المشاهدين كما هوالشأن في قاعات السينما والمسرح وجميع أشكال الفرجة الجماعية وإنما دفعت بالإنسان إلى العزلة والوحدة وتعميق إنطوائه على ذاتيته .
لكن بقدرماكانت هذه الصورة التلفزية وضيعة ورديئة فإنها في جانب آخركانت إنعكاسا لفقرالثقافة الإعلامية عند مشاهديها ومستهلكيها . فلم يكن المشاهد يكلف نفسه عناء إنتقاد مواضيع ومحتويات البرامج ، أوإيقاع تدفق الحصص في شبكة البرامج لأنه سرعان ما كانت كل مشاهد الفرجة تؤول للنسيان .. هذا النقد الذي كانت التلفزة في حاجة أكثرإليه لم يحدث لاعلى المستوى السياسي أوالإيديولوجي أوحتى الجمالي إن لم نقل البصري وبالتالي فإنه بالإضافة إلى عجزالصورة وضعف تأثيرها أمام ماهو مكتوب (جرائد ـ صحف ـ مجلات ـ كتب ..إلخ ) فإنها قد أبانت عن ضعفها أمام
السينما والمسرح . إن هذه الصورة وبمستواها البدائي والرديئ هذا قد دفعت إلى إستلهام نظرية
McLuhan(ماك لوهان) التي تقول ان مسارتاريخ الإنسانية قد إنقسم إلى ثلاث محطات هي : اللغة والطباعة وأخيرا وسائط الإتصال الإلكترونية . فالإنسانية وبعد ثورة المطبعة التي غمرت الفكرالإنساني بالدفي والحركية بدأت تشعراليوم بأهمية إنجازات الكهرباء ودورها في وسائل الإتصال الجديدة ومن بينها التلفزة بالدرجة الأولى . هذا التحول ــ إختراع التلفزة ــ قد أعاد الإنسانية إلى المفهوم الضيق للقبيلة وإلى إنبعاث فكرة التآزروالتعاضد القبلي من جديد على المستوى الكوني :  (العالم قرية صغيرة) وبالتالي أصبح التطورالإنساني يعتمد بالأساس على آلة الميديا .
خضعت الصورة التلفزية أيضا إلى تحولات أخرى في إتجاه تطويرمفهومها لتلبية جاهزيتها التقنية قصد بلوغ أعلى معاييرالجودة . وأول ثورة يمكن الإشارة إليها في هذا السياق تتعلق بتسجيلات الفيديوعلى (الإمبيكس) سنة 1956 : فمنذ هذا التاريخ لم تعد الصورة التلفزية كوة ضوء فقط مفتوحة على مشاهدين جالسين في نفس اللحظة أوعلى شاشة مفتوحة على مقدم برامج أومطربة أوممثلين أولقطات صورسينمائية ... لقد بدأت الصورة التلفزية تترك آثارها على سند تناظري هوشريط الفيديو وأصبحت كذلك مادة في متناول الأشخاص الخواص منذ 1970 . فكل شخص أصبح بإمكانه أن يبرمج صورالفيديومتى شاء وبالإيقاع الذي يريد .
ثم بعد ذلك غمرت الألوان الصورالتلفزية باعتماد نظامي بال (PAL) وسيكام (SECAM) وإنتإسسي (NTSC) وتعددت وتنوعت القنوات بل ومنها ما تخصص في موضوعة محددة ، كما تغيرالستايل التلفزي إذ راهن الأخصائيون على مايسمى بالتلفزة المرآة التي يرى فيها المشاهد نفسه فتحاوره باستمرار. وظهربعد ذلك ما يسمى بالزابينغ (ZAPPING) الذي مكن المشاهد من تركيب وتأثيث وجبته الصورية ، وأخيرا إقتحمت الرقمية عالم الصورة فأصبح إستقبال الصورة التلفزية يتم بواسطة هوائي أو كابل وبواسطة التلفزة الرقمية الأرضية واخيرا بواسطة الربط عبرالإنترنيت (ADSL) على خطوط الهاتف ، وهكذا ظهرت الصورة القائمة أساسا على مكونات الرقمية . إنها صورة الإنترنيت والحاسوب ، حيث كل نقطة في الشاشة ال(بيكسل) (PIXEL) بمكوناتها الإلكتروضوئية تجمع بين ثلاث ألوان أساسية هي : (الأحمروالأخضروالأزرق) تحركها حزمة من الإلكترونات ما أسهم في جودة الصورة بدرجة أبدع مما إعتادت عليه العين الطبيعية ، خصوصا أن كل (بيكسل) موجه بواسطة (بيتس) (BITS) إلكتروني قابل للتخزين ولإعادة الإنتاج والتنقيل والعد .
لقد تطورت الأبحاث بسرعة وحدث تقدم سريع ، وصاربإمكان الشاشة أن تبلغ أوج درجات البث بإرسالها لما بين 50 أو60 صورة في الثانية كما صاربإمكانها إستعمال تقنية التشطيب التدريجي والمرورإلى مستوى البلاسما ..إلخ وبالتالي إنتقل المشكل إلى مشكل الصبيب (DEBIT) والآلات القادرة على تحميل عدد كبيرمن الصورالمتحركة أوإستقبال محتويات غنية ب(الستريمانغ) تظل نوعا من الرفاه النسبي . لكن الميول والإهتمام توجه بشكل كبيرإلى إنتاج الصورة الأكثرإستقلالية عن سندها وعن قناة إرسالها .
لقد قلبت صورة الإنترنيت علاقاتنا بالصور بشكل عام ، فقد أصبح بإمكان كل متلقي أن يختارالطريقة التي يستقبلها بها أو يعمل على تخزينها او معالجتها أو نشرها ، فلم تعد الصورة لغزا للمشاهد تمتلك كل عذريتها إذ صار باستطاعتنا تجزيؤها أوإعادة تركيبها ومعالجتها بواسطة برامج بسيطة وكل شخص صاربإمكانه إرسال صورمزيفة بهدف نشرمعلومة مغلوطة للدعاية أوالإساءة ...أو بهدف اللعب المجاني قصد مشاهدتها وهي تجوب مختلف أنحاء المعمورعلى (اليوتوب ) أو(الديلي ميشن) وإذا كان من المبالغة القول أن كل شخص صار(ميديا) تمشي على قدمين بمعنى أن إنتاج الصورة والبرامج قد بات أكثر فأكثرفي متناول الإخصائيين كما غيرهم من الأشخاص العاديين ، وإذا صارت كل صورة سهلة الإستغلال بواسطة نقرة واحدة أوعبررابط نتي فكيف يمكننا حمايتها ضد كل إستغلال جنسي (بيدوفيليا ـ بورنوغرافيا ـ أولقطات لوقائع إعدام ؟)
لقد إعتدنا على القول أن أية صورة تلفزية ليست في حد ذاتها حقيقة أووهما ، لكنها تكتسب عمقها الدلالي من خلال التعليق الذي يرافقها ومن خلال خلفيتها الموسيقية ومن خلال توضيبها وتأطيرها ومضمونها ... إلخ ولأسباب كثيرة تبدو صورة الإنترنيت دائما مهيأة مسبقا ضمن مكونات إطارها الخاص .. نصا مكتوبا .. موسيقى .. روابطا .. حركة .. ميساجا .. وكلها قد تم ترتيبها بواسطة (ميديا كود ) أي البنية العامة للشاشة .
وهي تندرج دائما ضمن وينداوز(نافذة) ليسهل تبحيرها وتكييفها مع عملية التنقيل من طرف المشاهد على المستوى العمودي والأفقي مثل (الكوديكس) codex إنها تعكس أكثرفأكثرمزاج الشخص الأنترنوت الذي يحيط الصوربالمعلومات حسب منطقه وثقافته الرقمية والإلكترونية وكل هذا يتعلق بالنظم المرجعية التي توجه تنقيلاته .
وبشكل عام فشاشات التلفزة والحاسوب والهواتف النقالة (الجوال) صارت تتقارب فيما بينها مثلما تتقارب طرق إنتاج الصور، ففي أي قناة إعلامية فضائية يشتغل الصحفيون على تدفق الصورالقادمة من العالم اجمع أوالصورالتي يبعث مراسلوهم الذين يتوفرون على كاميرات رقمية متطورة ، تزودهم بصورينتقونها ويوضبونها على شاشة الحاسوب أوقد يرفقونها بتعليقاتهم على بلاتو إفتراضي خاص بهم .
لقد أصبح الإختلاف اليوم يهم الأساليب الجمالية وبات البعض يتنبؤ بنهاية عصرالتلفزة لصالح صوريتم ترويجها وتسويقها ونشرها في أشكال متعددة ومن خلال العديد من القنوات : فيديو، تحميل من النت ، إستقبال التلفزة على الهاتف الجوال .. (البودكاستينغ) الذي يمكن الشخص من إختياربرنامج التخزين والعودة إليه فيما بعد .
إن الفرق بين صورة تلفزية بمحتواها الثابت والمبرمج عن طريق قنوات أو شبكات برامج وبين صورة إنترنيت قابلة للتبحيرقد بدأ هذا الفرق يتضاءل . الصورة الرقمية بلاماديتها وتوفرها بسهولة للمستعمل وقتما شاء وأينما شاء وتعدد اشكالها .. الصورة المزدوجة والمختلطة .. الصورة الرقمية كلها أشكال صورقد أصبحت جزءا أساسيا من معيشنا اليومي وأثاثا ضمن أثاث مشهدنا الراهن .
 
 

 
 

 

 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free