بين الصحافة المكتوبة والإنترنت

   
 


 

 

الصفحـة الرئيسيـة

مواقعي الإلكترونية

سيــرة

مـقـالات نـقـديــة

مقالات في الأدب الـرقمي

مقالات في الإعلام والإتصال

=> أزمة الصحافة المكتوبة

=> من سيربح الحرب الصحافية في المستقبل

=> وسائط الإتصال وتقنيات التأثير

=> التغليط الإعلامي

=> صناعة الرأي العام

=> هل هي نهاية عصرالتلفزة

=> بين الصحافة المكتوبة والإنترنت

=> الإعلانات والإديولوجيا .. أية علاقة

=> الخطاب الإعلامي وأثره على اللغة العربية

=> الإنترنت السلطة الخامسة

=> الجالية المغاربية في فرنسا

=> هل الإنترنت مهدد بالإختناق بعد سنة 2010

=> الإنترنت وسؤال هوية

=> صورالعنف في وسائل الإعلام

=> أي مستقبل ينتظرإعلانات الإنترنت

=> صورة المرأة والرجل

=> وسائل الإعلام وتأثيرها

=> تقريرمنظمة مراسلون بلا حدود

=> العملاق ياهو يبتلع مكتوب

=> أي دورللشبكات الإجتماعية الإلكترونية

=> Les règles de la Netiquette

قـصص قصيـرة

روايــــة

شـعـــر

صفحة شعراء حقوق الإنسان

eBOOK

بــورتريهـات

حــوارات

شـهـــادات

للإتـصــــال

 


     
 

 
بين الصحافة المكتوبة وصحافة الإنترنيت
أية جسورممكنة ؟؟
إعداد : عبده حقي
كتبها فابريج إبيلبوان
عنوان مستفزلمقال توخينا أساسا أن يرصد واقع الصحافة بشكل عام ويلخص منظورورؤية العديد من الفاعلين في قطاع الصحافة المكتوبة على الخصوص ورهاناتها في الحاضروالمستقبل وعلاقاتها المتوترة بالإنترنيت .
هوخطاب لواقع صحافة مكتوبة لايختلف عن الخطاب القلق لدى الفاعلين في مجال الإنتاج الموسيقي قبل عشرسنوات .. الخطاب الذي مازال يروم البحث عن الشجرة التي تخفي الغابة ...
فها نحن نشاهد اليوم إلى أي مآل قد أوصلت التحاليل الخاطئة التي غيرت على مدى جيل على الأقل الصناعة الصحافية التي كانت منصرفة في خلق قيمها غيرالمضمونة .. قيم مختزلة في صورة تدبير يومي يعتمد على رأسمال مادي ورمزي راكمته في فترات تاريخية ساخنة وسانحة .
لايختلف الأمرفي مجال الصحافة المكتوبة عن آفة القرصنة عن طريق تحميل موسيقى MP3
فلافرق اليوم بين قارئ الأنترنيت وبين الشخص المحمل لملفات موسيقية أو فيديوهات أفلام وكليبات ... إنه نفس الشخص الذي يلجؤ إلى نفس الوسيلة الدنيئة المقرصنة للتلقي والمتعة والقراءة بالمجان.
وخلال عشرسنوات الماضية تطوربشكل ملفت قطاع الإستثمارالموسيقي كما تطورت المادة الخبرية وظلت الصناعة الصحفية كما الصناعة الموسيقية مغمضتا عينيهما عن آفاق هذا التطوروقانعتان بالمكاسب التي حققتاها ، مقتصرتان على الإعانات من حكومات بلدانها ومن بعض الإعلانات التجارية.
وفي تقديرنا واعتمادا على مؤشرات وملامح الأفق المستقبلي لم يبق في عمرالصحافة المكتوبة سوى عشرسنوات كي تبحث عن حلول ناجعة ، فليس لديها ضمانة على مستوى تدبيرحقوقها اليومية مقارنة مع حقوق الإنتاج الموسيقى والسينمائي .
إن عزوف الشباب عن قراءة الجرائد ليس بالأمرالطارئ وعلى كل حال سيبقى دائما هناك جمهور للجرائد يرغب في القراءة ويثمن رمزية الورق غيرأن التكنولوجيات الجديدة مثل الكتاب الإلكتروني eBook فهو يمضي في تقدمه وتطوره سنة بعد أخرى ، أما جمهورالصحافة المكتوبة فلربما الكثيرمنهم قد أدركته الشيخوخة أوأصابته الفضائيات التلفزية ب(عمى الألوان) ولايسعنا إلا أن نتساءل وبشكل مشروع هل بعد عشرسنوات سوف يتم توزيع المادة الخبرية على سند ورقي مع ما يتطلبه هذا السند من تكلفة إيكولوجية مرتبطة باستهلاك الورق (حبرــ خشب الأشجارـــ نقل .. إلخ ) وحتى لو تجاهلنا هذه العوامل اليوم فمن دون شك أن العالم ماض إلى عصرسوف تصطدم فيه الإنسانية بواقع (إقتصادي ــ إيكولوجي) خطير. إن هذا السند (الصحافة المكتوبة) لنقل المادة الخبرية والمعلومة قد أصبح في نظر البعض تقليديا وقديما قدم عصركوتنبورغ ... فقراءة جريدة أومجلة أصبح اليوم لدى البعض مثل وقت بريستيج وشياكة خاص بنخبة محدودة فقط ، بعيدا عن الشريحة الواسعة التي لم تعد تجد في الصحافة المكتوبة أية مصلحة من مصالحها البراغماتية الضيقة المرتبطة بالمعيش اليومي والإشباع الفكري .
إن الورق باعتباره سندا لنقل الخبروالمعلومة لاشك أنه ماض إلى عصرالأفول إن في المستقبل القريب أو البعيد . بحيث أن إرتفاع تكلفة صناعته في السنين الأخير يشيرمن دون شك إلى أن الإستثمارات في قطاع الصحافة المكتوبة لم يعد ذا شأن أوأهمية وسواء اليوم أوغدا فلا شك أن الحقيقة المرة والصادمة ستطرق أبواب الجرائد مهما إستمرت في دس رأسها في الرمال .
وفي منظورالمدى البعيد وبرؤية عامة فالورق اليوم لم يعد سوى جسرا للإنتقال إلى سند آخروهذا السند لن يكون سوى الإنترنيت (الشبكة العنكبوتية) والله وحده يعلم ما يضمره الغد لكل الذين كانوا يعتقدون بالأمس أن الواقع سوف يخلد على صورته المريحة .
وفي جانب آخروبالرجوع إلى عملية حسابية بسيطة وسريعة تتكشف الحقيقة الصادمة للعائدات الهزيلة التي تحصلها الصحافة الإلكترونية من عملية النشرعلى الويب ... فكيف بكل الفاعلين في قطاع الصحافة الإلكترونية اليوم والذين تخلصوا من تكلفة الصناعة الورقية ومشاكل التوزيع كيف بمقدورهم اليوم العيش على الوضع الإقتصادي المجاني للإنترنيت . بمعنى آخرلاوجود لانتقال من سند صحافي ورقي إلى سند صحافي إلكتروني في السنوات القليلة القادمة . إن مستقبل صحافة مكتوبة من دون ورق (ZERO PAGE ) بعيد وبعيد جدا والصحافة الورقية من الواجب عليها اليوم أن تهتم ببقائها على قيد الحياة ، البقاء الذي لايعني في ظل مداخيل الويب الهزيلة الراهنة سوى العمل على  الورق والتفكيرفي الرفع من المبيعات .
منذ مدة طويلة لعبت الصحافة المكتوبة دورا فضوليا حين إهتمت بعيوب الإنترنيت من دون أن تلتفت إلى عيوبها الداخلية.
فالناشرون كانوا يلومون عامل التوزيع ويلومون الصحفيين ..إلخ وأصابع الإتهام يوجهها هؤلاء إلى أولئك وأخيرا الجميع يشيربأصابع الإتهام إلى الإنترنيت ...
هذا الإنترنيت الذي تلصق به كل العلل وكل المشاكل والعيوب بعد مرحلة طويلة مربها إعتقد فيها الجميع أنه ليس سوى مجالا إفتراضيا فقط لاقتراف جرائم البيدوفيليا والشذوذ الجنسي وأنه بؤرة لجماعات من المدونين المرضى النفسيين الذين يعملون على تشويه المعلومة ويعممون الإنحلالات الخلقية.
إن هذا الواقع الجديد لم يعمل على جعل الصحافة المكتوبة في حالة تدهورمرت عليها الآن أكثرمن عشرسنين بل بات هذا الواقع شبيها بالإحتضارالسريري وبالتالي صارلزاما البحث عن حلول للمشاكل التي تمس كل الفاعلين في المنظومة الصحافية ، تحريرا وإنتاجا وصناعة وتوزيعا وتمويلا وعلى مستوى كل مكون من مكوناتها الأساسية .
يعيش اليوم (النظام الإقتصادي) للصحافة مرحلة ضخ دماء جديدة .. فالصحافة المكتوبة التي كانت تعيش على وهم قدرتها على البقاء بقدرما تستطيع وعلى وهم التحكم في بقائها أمربات يشغلها أكثرمن السيطرة على فئة القراء والتي يستحيل أن تستمرفي الحياة من دون إقتنائهم للجرائد .
وأهم ضمانة للصحافة المكتوبة هو مردوديتها وتنوع قيمها الجديدة ومصالحها الإقتصادية في قرية العالم الصغيرة . والسؤال الذي يتعلق ببقاء الصحافة الورقية على قيد الحياة لم يجرؤعلى طرحه بعد المهتمون بالقطاع ، فالأمريستدعي عملية إنقاذ ما يمكن إنقاده في هذا القطاع مثلما يفكرالمسؤولون والمهتمون في إنقاد قطاعات عمومية أخرى تعرضت لأزمات مالية أو تسويقية أوإستهلاكية بسبب سوء تدبيرلمرافقها .
وبعيدا عن الإعتقاد باحتضارها السريري فالصحافة المكتوبة سوف تستمرفي الحياة سواء بمصل الضخ الدموي أوبغيره وخلف هذا الواقع القاتم تنكمن حقيقة قد تكون سببا في هذا الجفاء بين الصحفيين وإدارتهم وهي فقدان ثقة القراء ، فأغلب الصحف والجرائد في العالم تابعة لمجموعات قد تأتمرأحيانا بأوامرحكوماتها ... فمن الصعب التحدث عن إستقلالية الصحافة بوجه عام ، يقينا أن الجسم الصحافي عندنا لايشكومن فضائح الرشوة لكن مسألة الدعم المالي الحكومي للصحافة المكتوبة تبدواليوم أكثرمما مضى ضرورية وأساسية من أجل الإستمرارية .
ونعتقد أنه مازال للصحافة المكتوبة وقتا مناسبا وكافيا لكي تتجدد وتتنوع وتصبح كما قال أحد المهتمين بالقطاع صحافة أكثرميدياتية ، كما على الصحافيين أن يتوقفوا عن التفكير اليومي التقليدي كون جرائدهم ميديا مكتوبة ، لآنه برهانهم على الملتيميديا والبحث في المستقبل عن أشكال جديدة للتواصل واستغلال كل وسائل التمويل الموجودة والممكنة وأن يستمروا في الإيمان بأن المعلومة والخبروتحليله والتعاليق وموضوعيتها ، هي مهنة قد تأتي أيضا بقيمة مضافة . وعلى الصحافة المكتوبة أخيرا أن تعيد طرح سؤالها الجدي والراهن في علاقتها بهذا الأنترنيت ونعتقد أن الكرة الآن في مرمى كل الصحفيين الورقيين . فهناك بعض الجرائد والصحف العالمية الشهيرة والسيارة التي بادرت إلى فتح صفحاتها للمدونين مثل نيويورك تايمز، وإذا كنا نعتقد أنه لايمكن أن نصنع مستقبلا من دون صحافة فإن هذا المستقبل لايمكن صناعته من دون صحافة أنترنيت أيضا وبالتالي وفي ظل هذا الواقع الجديد والمقلق على الصحافيين أن يغيروا من نظرتهم للإنترنيت باعتباره مخلوقا هابطا من كوكب الإلكترونيك والرقمية ليدمرمقرات الجرائد على رؤوسهم بل عليهم أن يبحثوا عن القنوات القمينة والجسورالتي يمكن أن يعبرها القراء الأوفياء من السند الورقي إلى السند الإلكتروني ومن السند الإلكتروني إلى السند الورقي .
   
 

 
 

 

 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free